ملكة جمال من دون أسنان

TT

الأسنان هي نعمة من الله على مخلوقاته، بما فيهم الإنسان والدب والأسد والثعلب والحمار والتمساح والثعبان، وحتى النملة الصغيرة التي تعرف كيف تقرص.

والحمد لله أنني لا أعاني أي مشكلة مع أسناني، وأحرص عليها حرصي على أعز عضو من أعضاء جسدي، ولو أنهم خيروني بينها بين عيوني، لفضلتها واخترتها هي، مضحيا بعين واحدة، ولا بأس أن أعيش بقية حياتي (أعور)، على أن أعيش بقية حياتي من دون أسنان، لأنني لو كنت من دونها فكيف من الممكن أن (أقزقز لب) مثلا، أو كيف يتسنى لي أن (أعرمش) عظاما، أو أدافع عن نفسي إذا هاجمني أحد؟! وهي سلاحي الوحيد في الملمات.

وأجزم بأن الأسنان تشكل ما لا يقل عن (50 في المائة) من جمال المرأة، فتخيلوا لو أن ملكة جمال العالم كانت من دون أسنان، وطلبوا منها أن تضحك، فأي صورة (كاريكاتيرية) سوف تكون عليها؟!

ولأهمية السن وقيمته جعله الله مساويا للعين، فقال بمحكم كتابه: (العين بالعين والسن بالسن).

ومن المفارقات أن هناك امرأة بريطانية في الثمانين من عمرها رفعت قضية على طبيب لأنه خلع ضرس العقل لها، مما تسبب بآلامها لمدة ثلاثة أعوام، فحكمت لها المحكمة بتعويض قدره (50) ألف جنيه إسترليني.

وهناك سيدة إسبانية مزعجة ذهبت لطبيب ليزرع لها أسنانا تركيبة، وعندما انتهى بعد جهد جهيد وقدم لها (فاتورة) أتعابه، وجدت أنها مرتفعة جدا، فرفضت أن تدفعها، وأخذت تتهجم عليه بأقذع الألفاظ، ولم تكتف بذلك، بل أتبعتها بأن عضته في ساعده بطقم الأسنان التركيبة، فما كان منه إلا أن يمسك بها ويجلسها بالقوة على الكرسي، ثم يكتفها ويحكم وثاقها، ويخلع الطقم الذي ركبه لها، ويتبعها ببقية أسنانها السليمة دون أي (بنج)، ثم يطردها من عيادته وهي تولول والدماء تنزف من فمها.

طبعا قدمت فيه شكوى وحكموا عليه بالسجن أربعة أعوام.

والتي أعجبتني بجد هي طبيبة أسنان لبنانية، خاضت مغامرة عاطفية مع أحد الشباب، واكتشفت أنه يخونها، وقبل أن تتركه ضمرت له انتقاما على طريقتها الخاصة، ولم تفاتحه أو تصارحه بمعرفتها خيانته لها، بل إنها زادت في توددها له، واقترحت عليه أن تجري تنظيفا لأسنانه، فوافق وهو في منتهى السعادة، فنصحته لكي لا يتألم أن (تبنجه) فامتثل لاقتراحها بكل أريحية، فأعطته جرعة عالية ثم خلعت كل أسنانه وأضراسه العلوية والسفلية، ثم لفت رأسه وفكيه بإحكام، وعندما أفاق قالت له: عليك أن تبقي هذه اللفافة ولا تنزعها لمدة يوم كامل.

وكانت قبل ذلك قد كتبت ورقة وضعتها في جيبه وجاء فيها: هذا هو ثمن خيانتك يا (نذل).

بعد أن قرأت أنا هذا الخبر صرت أحاذر إذا أردت أن أنظف أسناني بالذهاب إلى أي طبيبة، مع أنني في السابق كنت لا أذهب على الإطلاق إلا إلى أنثى، وكان شرطي الوحيد أن تنظف أسناني على صوت الموسيقى، ولا بأس أن تنظفها وهي تترقوص.