سوريا وتطابق وجهات النظر الإيرانية المصرية!

TT

على أثر الزيارة التي قام بها مساعد الرئیس المصري لشؤون العلاقات الخارجیة والتعاون الدولي عصام الحداد لإيران، ولقائه الرئيس أحمدي نجاد، تم الإعلان عن تطابق وجهات النظر الإيرانية المصرية، الإخوانية بالطبع، حول الأزمة السورية، وهذه ليست المرة الأولى التي يعلن فيها عن ذلك.

الغريب أن وكالة الأنباء الإيرانية (إيرنا) التي نقلت خبر تطابق وجهات نظر مصر وإيران تجاه الأزمة السورية، هي نفسها التي نقلت تصريحات لرئیس كتلة «الوفاء للمقاومة» التي تضم نواب حزب الله في البرلمان اللبناني النائب محمد رعد مفادها أن سوریا لن تسقط طالما أن «هناك أصدقاء شرفاء لها یفهمون بالدقة معنى الصمود السوري في وجه إسرائيل». كما أن الوكالة نفسها (إيرنا)، نقلت عن رئیس المجلس التنفیذي في حزب الله هاشم صفي الدین، قوله إن ما یحصل في سوریا هو «استهداف للمقاومة وسلاحها»، مؤكدا أن «المعركة واحدة والقضیة واحدة»، ومنبها إلى أن مشروع التخریب والتدمیر الأمیركي لا یقف عند حدود سوریا، بل «یتعداها إلى العراق وتونس ومصر ولبنان وفلسطین المحتلة». فهل هذه هي وجهات النظر المصرية - الإيرانية المتطابقة تجاه سوريا؟ وهل مصر الإخوانية موافقة على الدعم الإيراني للأسد بالمال والسلاح والرجال؟ وهل مصر الإخوانية أيضا متفهمة لأسباب تدخل حزب الله في سوريا، ومقاتلة عناصره للثوار السوريين، كما يحدث الآن؟ وهل «الإخوان» يضعون مصر في خندق إيران وحزب الله نفسه؟

أسئلة ملحة، على «الإخوان» الإجابة عنها، ليعرف الرأي العام العربي مع مَن يقف «الإخوان» في سوريا، فإذا كان قصد «الإخوان» هو إيجاد حلول سياسية للأزمة السورية، فأهلا وسهلا، ويجب أن يُشكروا على ذلك، لكن ما يفعله «الإخوان» الآن، ومع إيران تحديدا، هو تقديم لتنازلات من دون ثمن حقيقي، فالتقارب المصري - الإيراني يمثل عملية «تبييض وجه سياسي»، مفادها تقديم طوق نجاة لإيران المعزولة دوليا وعربيا، فلمصلحة من يفعل الإخوان المسلمون ذلك؟ ولمصلحة من أيضا يكون هذا التطابق في وجهات النظر الإيرانية - المصرية تجاه سوريا، طالما أن جرائم الأسد متواصلة، وللتو أعلنت واشنطن عن استخدامه للأسلحة الكيماوية ضد السوريين، فما الذي يريده إخوان مصر تحديدا؟

نطرح هذه الأسئلة الملحة، لأن مساعد الرئیس المصري يشيد «بالرغبة والآراء البناءة والایجابیة للجمهوریة الإسلامیة الإيرانية لتعزیز العلاقات مع مصر»، ومضيفا من طهران أن «التعاون بین إیران ومصر یمكن له أن یصنع التاریخ من جدید»! فأي تاريخ هذا الذي سيصنع؟! تاريخ تدمير سوريا برجال وأموال وسلاح إيران، ومقاتلين من حزب الله؟ أم تاريخ تفتيت العراق؟ أو تاريخ لبنان المختطف بسلاح حزب الله الإيراني؟ أم تاريخ التجسس الإيراني على دول المنطقة؟ أم محاولات اختطاف البحرين برعاية إيرانية؟ وأي تاريخ الذي يمكن لإيران و«الإخوان» صنعه، و«الإخوان» أنفسهم عاجزون عن إقناع المصريين برجاحة مواقفهم الداخلية والخارجية؟