من اكتشف الإدارة؟

TT

يروى أن أول نص مكتوب عن الاستراتيجيات والمهارات الإدارية جاءنا من الصين قبل قرابة سنة قبل الميلاد. وهذا النص موجود الآن في الكتاب الذائع الصيت «فن الحرب (The Art of War)» والذي يجد القارئ فيه نظريات علم الإدارة التي تدرس حاليا في جامعات العالم. ويقال إن هذا الكتاب أثر في الزعيم الفرنسي نابليون واستخدمه في قيادته ولعب الكتاب دورا مهما في «عاصفة الصحراء» وهي حرب تحرير دولة الكويت من الغزو العراقي، التي شاركت فيها نحو 33 دولة.

والناظر إلى علم الإدارة بأركانه كالتخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة يرى أن هذه النظريات كلها نابعة من الحروب والتنافسية من أجل البقاء. والمتأمل في التراث الإنساني للشعوب يجد أن كل شعب أضاف شيئا لعلم الإدارة، الذي نطبقه اليوم، بحكم تجاربه ونجاحاته وإخفاقاته. وهذا الأمر ينطبق على الشركات التجارية وانتشار الجامعات والدراسات الأكاديمية التي دحضت نظريات قائمة وعززت نظريات إدارية أخرى فزادت من شهرتها.

ويعد القرن العشرين منعطفا فاصلا في الإدارة إذ أصبحت علما يدرس في المدارس، وصار علم الإدارة يتمدد بتجارب الاقتصادات والشركات وهو ما أسهم فعليا في مساعدة القياديين والشركات على اختراق أسواق عملاقة كانت محتكرة، ورفع من وتيرة المنافسة، وأسهم في رفع أرباح الشركات وتحسين أدائها والتخلص من مشكلات مستعصية لا تكاد تخلو منها الشركات وغيرها من مؤسسات غير ربحية.

وللإدارة أغصان متعددة مثل التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة، كما أسلفنا، ومنها غصن «المهارات» الذي صار فرعا ينمو بصورة مضطردة في أدبيات الإدارة، ربما بسبب ارتفاع المستوى التعليمي بين الأفراد في العالم مما رفع من مستوى التنافسية فيما بينهم. ولذا فإن هذه المهارات الإدارية يتم تناولها في هذا العمود، بين حين وآخر، هي مساهمة منا لرفع كفاءة العنصر البشري العربي لسبب بسيط وهو أن أي حضارة في العالم لا تقوم إلا على أكتاف أفراد مميزين يحسنون إدارة دفة حياتهم وحياة الآخرين من حولهم.

[email protected]