أين أنت يا (أم صنارة)؟

TT

الإخواني (صفوت حجازي) قال بالفم المليان: إن من قام بتفجيرات (بوسطن) بأميركا قد كتب اسمه في الجنة - انتهى.

سؤالي له هو: هل كتب اسمه فعلا حتى بعد مقتل طفل عمره ثماني سنوات، وذلك عندما حضر مع أمه وأخته ليشاهد والده وهو يجري في (الماراثون)، الذي لم ينقطع مرة واحدة منذ عام 1928؟!

لقد قتل الطفل يا شيخ (حجازي) وفقدت أخته ساقها، وما زالت أمه ترقد في المستشفى في حالة حرجة بعد إصابتها بالمخ، مع أنني لا أتمنى أن تفقد أنت حتى ولا أصبعا واحدا من يدك لكي تدخل الجنة مكتملا.

فهل قتل هذا الطفل هو السبب لدخول الجنة؟!.. (عجبي)!!

***

نظام العمل وإجازاته خلال الأسبوع في السعودية، نظام غير شكل، فهم يطنشون العالم يومي الخميس والجمعة، والعالم يطنشهم يومي السبت والأحد - أي أن (60 في المائة) من وقتهم ضائع، فكله (تطنيش × تطنيش)، وما فيش حد أحسن من حد.

***

عالم الحيوانات عالم عجيب، فيه الذي أتمناه لي، وفيه الذي لا أتمناه على الإطلاق.

أبدأ أولا بما لا أتمناه، وهو والعياذ بالله أن أكون ذكرا من فصيلة (اليمام)، وذلك بعد أن قرأت ما كتبه (لونز) حائز جائزة نوبل في كتابه (عالم الحيوان)، فقد قرر مرة أن يزاوج بين ذكر يمام أنيق رقيق (يشبهني) تماما، وأنثى من الحمام المطوق الأفريقي، فوضع الاثنين معا في قفص واسع، ويقول:

ظننت في البداية أن المخاصمات الأولية التي رأيتها بين العروسين ليست سوى مماحكات العشاق المعتادة، فلم يقلقني الأمر، ومضيت في رحلة عمل مدة يوم واحد، وعندما عدت من رحلتي شاهدت مشهدا رهيبا في انتظاري، إذ إن الحمامة الأفريقية بعد أن قضت وطرها من ذكر اليمام، أخذت تنتف ريش رأسه وعنقه وظهره تماما، وتحول جسده كله إلى كتلة من اللحم الدامي.

وكانت حمامة السلام المطوقة تقف فوقه كصقر يعلو فريسته، وهي لا تكف عن نقر جروحه بقسوة بالغة - انتهى.

أما ما أتمناه أنا من كل قلبي فهو أن أكون من فصيلة السمك العاشق المسمى (أبو صنارة)، وهو نوع من الأسماك يتميز الذكر منه بأنه بعد البلوغ يظل مشغولا بالبحث عن الأنثى - شريكة حياته - حتى يجدها، فيتشبث بأسنانه في جسمها ويظل ملتصقا بها طوال حياته، ويحصل منها (من دمها) على حاجته من الغذاء والأكسجين.. ويظل هكذا.. زوجا فقط، وكلما قالت له: هل لك بي من حاجة؟! ترك تشبثه وقام بمهمته على أكمل وجهه، ثم عاد بعدها إلى التشبث، إلى أن تنتهي حياته.

يا سلام يا ناس، وهل هناك أروع من هكذا عيشة؟! أي مثلما يقول البدو (راحة وطراحة)، فأين أنت يا أيتها السمكة يا (أم صنارة)؟!

[email protected]