حرب اقتصادية على الأسد وأتباعه!

TT

تعود إلى الساحة السياسية العربية وبقوة شعارات الدعوة لمقاطعة المنتجات، وهذه المرة أتت من نصيب منتجات إيران، وبدرجة أقل المنتجات الروسية والشركات «المحسوبة» على حزب الله.

هناك قناعة جديدة وقوية ومتصاعدة بأن الفاتورة الاقتصادية وألمها هي وسيلة وورقة ضغط لا بد من استغلالها بشكل فعال وعملي وقوي، وبدأت الكويت في إطلاق حملة شعبية منظمة تدعو للمقاطعة الكاملة للبضائع والمنتجات الإيرانية، وبدأت الكثير من المتاجر في إعادة صناديق السلع الإيرانية إلى التجار الذين استوردوها.

إيران وروسيا وميليشيات حزب الله الإرهابية تمكنوا بسبب دعمهم لنظام بشار الأسد والدموي الذي يقتل شعبه لأكثر من سنتين الآن، من أن يتحولوا إلى أعداء صريحين للعالم الإسلامي بأسره. إيران وروسيا وحزب الله اختاروا مناصرة نظام دموي، وبالتالي معاداة مئات الملايين من المسلمين والعرب، إنه خيار خاطئ ومن الواضح جدا أن ثمنا فادحا سيدفع لقاء هذا الاختيار.

إيران تنهك اقتصاديا جراء دعمها «الهائل» لنظام بشار الأسد المنتهي سياسيا والمدغدغ اقتصاديا والمنهك تماما عسكريا وعليها دعمه إلى آخر رمق منعا لسقوطه، ولكن إيران نفسها تعاني المر من وضع اقتصادي متهالك نتيجة العقوبات الاقتصادية الكبيرة التي أصابتها جراء برنامجها النووي المثير للجدل، وكذلك دعمها القديم المتواصل لميليشيات حزب الله الإرهابية، والذي كبدها حملا اقتصاديا ليس بالقليل، ولكن الحرس الثوري تحديدا كان يعد هذه المصاريف بمثابة استثمار أو حملة ترويج يدعم بها واجهته التي أقنعت الشارع العربي بأنه حزب معني بالمقاومة وأن زعيم الميليشيا هو قائد وزعيم شعبي عريض، ولكن مع دخول الميليشيا إلى سوريا للقتال بجوار نظام طاغية وبشكل طائفي فج سقط القناع القبيح ليظهر وجها أقبح ولتتبخر «استثمارات» إيران في حزب الله بشكل مرعب وليتحول حزب الله وزعيم ميليشياته إلى عدو في أعين عامة المسلمين وساستهم وعلمائهم، وبات هدفا لإعلان الحرب بشتى أشكالها عليه، لأنه تم تصنيفه على أنه فصيل إرهابي وتكفيري، والأهم أنه خائن.

واليوم دخلت إيران في مواجهة اقتصادية مهمة ستدفع ثمنها شعبيا. وعلى الرغم من تطور العلاقات رسميا مع النظام الجديد في مصر، فإن علماءها بدأوا في نشر فكرة خطورة ما تقوم به إيران من دعم أرعن لنظام دموي يقتل السوريين بلا رحمة ولا هوادة لأكثر من سنتين. إيران وميليشيا حزب الله مصابتان بعمى الألوان فيما يخص الطغيان والإرهاب، لأن طائفيتهما تحكم أهواءهما، فهما نظرا إلى صدام حسين على أنه بعثي وطاغية ومجرم ولم يجرؤ على الحكم على الأسد بنفس الأمر على الرغم من انطباقه عليه، ولكنها الطائفية البغيضة التي استشرت بجهل وجهالة تحت غطاء الدين والعروبة والمقاومة. تدخل مقاطعة إيران وروسيا وحزب الله بالتدريج المراحل الجادة، وذلك مع احتدام الأزمة في سوريا وتورط حزب الله بشكل فج وزيادة أعداد القتلى والجرحى على أيدي النظام وشبيحته، وهي جزء من مواجهة قبيحة ولكنها مطلوبة.

الخلاص من الأسد ونظامه مسألة معقدة كما هو واضح، فالطاغية له أتباع مستفيدون من مدة بقائه لأنه كان جزءا أساسيا من «حبك» القصة التي جرى الترويج لها عبر عقود من الزمن، ولذلك يبدو الثمن والتكلفة باهظة للخلاص منه، وهي تكلفة كبيرة بقدر ما كان الضرر والمؤامرة من النظام كبيرين.