سباع مصر الجريحة

TT

الهارب من السجن خطير. خصوصا إذا كان سجينا بسبب قضايا إرهاب ديني، وتنظيمات سرية.

هؤلاء مثل السباع الجريحة، تصير أكثر شراسة ودموية، لذلك كان هروب نحو ألف شخص من منسوبي «القاعدة» من سجون بغداد مؤخرا، في عملية صاعقة، كارثة أمنية كبرى.

هؤلاء حقائب متفجرة، وطيور أبابيل تبيض وتتكاثر في الجو، وهي تلقي بحجارة النار والموت على رؤوس الناس.

غالبا ما يعود الهارب الأمني من السجن إلى ساحة الإرهاب والتخطيط بعزيمة ضارية، وحقد مرير، وشعور بالعجلة والرغبة في طي الوقت طيا. مثلما حصل من هاربي «القاعدة» في اليمن والعراق وأخيرا مصر، وعلى ذكر مصر فإن قضية الهروب من السجن أصبحت قضية سياسية قضائية أمنية، خصوصا أنها شملت مساجين على ذمة قضايا الجماعات الإرهابية، وأيضا مساجين على ذمة قضايا الإخوان المسلمين. ومنهم الرئيس المعزول نفسه محمد مرسي، المعروفة قضيته بقضية «وادي النطرون».

الآن مصر في نظر أكثر من طرف من هؤلاء غنيمة برسم الاستيلاء، تدفعهم مشاعر الثأر والشعور بأنهم يمرون بلحظة لا يمكن أن تتكرر، فيجب وضع كل القوة وكل الاندفاع في هذه اللحظة.

في فبراير (شباط) الماضي، كشفت صحيفة «الوطن» المصرية عن وثيقة باسم «الجهاد من أجل فتح مصر» ضبطتها أجهزة الأمن المصرية داخل شقة كانت تستخدم كمركز عمليات لخلية «جهادية» قتل قائدها عن خطة من مراحل عدة تهدف إلى سيطرة الجماعات الجهادية الموالية لتنظيم القاعدة على مصر بعد سلسلة ضربات تهدف إلى تدمير البنية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في البلاد كمقدمة لتكرار الحالة في بلاد أخرى. يستند واضع الوثيقة إلى أنها ستسقط تباعا بعد سقوط أكبر دولة عربية. وتحدد وثيقة «الجهاد من أجل فتح مصر»، التي تقع في 30 صفحة مكتوبة بخط يد زعيم الخلية، مشروعا مبرمجا لتكفير الحاكم وقتال الجيش والشرطة وأجهزة الدولة وتكفير المجتمع، بالإضافة إلى تكفير وقتل الأقباط والاستيلاء على أموالهم ومحالهم وأولادهم وبناتهم وزوجاتهم واستحلالهن، بالإضافة إلى تحريم الديمقراطية والبرلمان وتكفير نوابه فردا فردا السابقين واللاحقين. كما أفتت الوثيقة بتكفير كل من يوافق على تولي الأقباط في المناصب المهمة، وأيضا بوجوب قتل من سمتهم أعوان الحاكم وهم «العلماء الرسميون والصحافيون والإعلاميون والكتاب والمفكرون».

هذه الخلية الخطيرة كان قوامها من الهاربين من السجون أو المفرج عنهم في عهد مرسي. الآن وفي هذه الأيام المتوترة في مصر هناك من يخطط لتكرار هذه الخطة، مع اختلاف القبعات فقط. مصر في نظرهم طريدة دهر ساقها الحظ لهم. وساقها أيضا سذاجة الحالمين الثوريين.