حزب الأفكار الجنونية

TT

إنه ليس من محض خيالك؛ إذ يبدو بالفعل أن الحزب الجمهوري قد فقد عقله.

قررت أغلبية الحزب الجمهوري بمجلس النواب أن آخر إجراءاتها قبل استراحة الصيف سوف يتمثل في القيام بالتصويت الأربعين من أجل إلغاء قانون «حماية المريض والرعاية ميسورة التكلفة» برمته أو جزء منه، والذي يشتهر باسم «أوباما كير». في هذه المرة، سيصوت الجمهوريون على منع مصلحة الضرائب الفيدرالية من لعب أي دور في تطبيق القانون، الذي من شأنه أن يقلص الإجراء فعليا - في عالم مواز.

على غرار كل التصويتات السابقة الرامية لإلغاء أو تقليص أو تقويض قانون «أوباما كير» للرعاية الصحية، لا يملك هذا التصويت أي فرصة للنجاح في الواقع الذي نعيش فيه.

من المدهش أن هذا الإجراء عديم القيمة في مجلس النواب يبدو أكثر منطقية مما يقوم به الجمهوريون الآن في مجلس الشيوخ. ففيه، يهدد السيناتور تيد كروز (الجمهوري عن ولاية تكساس) وحلفاؤه المدعومون من حزب الشاي بتعطيل الحكومة بأكملها لحرمان برنامج الرعاية الصحية من التمويل برمته.

إن كروز وأبرز رفاقه المتمردين، السيناتور مايك لي (الجمهوري عن ولاية يوتا)، يرغبان في أن يرفض مجلس الشيوخ تمرير مشروع قانون لإبقاء الحكومة الحالية لما بعد 30 سبتمبر (أيلول)، مع انتهاء العام المالي الحالي.

وأصدرت خدمة أبحاث الكونغرس تقريرا يوم الاثنين تشير فيه إلى أن تطبيق قانون «أوباما كير» للرعاية الصحية سوف يستمر في حالة تعليق عمل الحكومة. لكن الحقائق المجردة لا يمكن أن تبدأ في اختراق قشرة اليقين التي يحتمي بها كروز.

وقال كروز في حوار إذاعي أجري معه هذا الأسبوع: «ثمة أسلوب انهزامي قوي بين الجمهوريين في واشنطن. أعتقد أنهم هزموا، وهم على قناعة بأنهم لا يمكن أن يتجرعوا الهزيمة في معركة، لذلك، فهم مرعوبون».

من المرجح بدرجة أكبر أن الجمهوريين الذين يعارضون أفكار كروز المجنونة يسترجعون ما يحدث عندما يفجر الحزب ثورة غضب ويرفض تمويل الإجراءات العادية والضرورية للحكومة. ربما يتوسل المشرعون الجمهوريون المخضرمون الذين لم تندمل جروحهم من تلك المعركة - من بينهم جون بوينر رئيس مجلس النواب الأميركي (الجمهوري عن ولاية أوهايو) - من أجل الرفض.

وتحظى مبادرة تعليق عمل الحكومة ككل بدعم السيناتورين ماركو روبيو من فلوريدا وراند بول من كنتاكي، وكلاهما يعتقد أنه سيسعى للترشح في الانتخابات الرئاسية لعام 2016 عن الحزب الجمهوري - تماما مثل كروز. أعتقد أنه يجب أن يقوم شخص ما بتسجيل أسمائهم كلهم في برنامج لتلفزيون الواقع يحمل اسم «أعداء حزب الشاي»، وسوف أشاهده.

سيكون هذا هزليا إن لم يكن مخيفا جدا. ففي ظل غياب القيادة القوية من قبل البالغين الناضجين، ينتقل الحزب الجمهوري من «حزب لا» إلى عالم مجهول يبدو هدفه هو جعل الدولة غير قابلة للحكم.

* خدمة «نيويورك تايمز»