مصر تحترق!

TT

مصر تحترق من جماعة الاخوان المسلمين؛ مساجدها وكنائسها ومرافقها الحكومية وطرقها وجسورها ومبانيها لم تسلم من الأذى والتدمير. والاتجار اليوم بالدين في مصر تحول إلى اتجار بالدين والدم. مصر تحترق كما احترقت من قبل في حقبة الاربعينات الميلادية واحترقت القاهرة بعد ذلك مرات عديدة حتى كانت حرائق أقسام الشرطة في 28 يناير 2011 التي بقيت مقيدة ضد المجهول أو الطرف الثالث غير المعروف، والآن بدأت تتضح معالم وهوية الفريق المسؤول الذي يقف خلف كل هذه العمليات الارهابية. مصر تحترق.. هدد بذلك مرشد الجماعة الاخوانية محمد بديع، وقال «إذا لم يعد محمد مرسي للرئاسة فسنقدم أرواحنا فداء له»، وطبعا لم يقصد هو نفسه ولا من معه ولكنه قدم أرواح الأبرياء من أبناء مصر. كذلك صرح محمد البلتاجي وصفوت حجازي وهما اثنان من أباطرة التضليل والتطرف، إذ كانا يهددان باشعال البلاد واستمرار القتل طالما بقي محمد مرسي خارج الحكم، ولكن جماعة الاخوان المسلمين التي انتقلت من جماعة محظورة إلى حزب سياسي «مؤقت» باسم الحرية والعدالة، فلا كانت حرة ولا كانت عادلة ثم عادت سيرتها الأولى وهي جماعة إرهابية مسلحة تروع الناس وتقتلهم لأجل هدف واحد فقط هو الوصول إلى سدة الحكم بأي ثمن حتى ولو أضحت مصر ومن فيها على أنقاض نفسها. مصر تحترق؛ اسلحة ثقيلة منتشرة بين أيدي مؤيدي مرسي، قناصوهم منتشرون على أسطح المنازل يطلقون الرصاص مستهدفين المدنيين بقصد الترويع.. الاعتداء الممنهج على الكنائس وعلى مكتبة الاسكندرية وعلى محطات السكة الحديد وعلى المباني الحكومية. لم تصغِ جماعة الاخوان المسلمين قط إلى صوت العقل وتعاملت مع كل نداء للعقل والحكمة بازدراء وكبر ونرجسية وفوقية.. شعارهم واحد لا غير «إما نحن أو الطوفان»، ولكن الآن الوضع مختلف، فهناك غضب شعبي جارف على الاخوان المسلمين، هناك حالة اشمئزاز واضح ضدهم وهناك حالة يقظة تامة وكأنها لحظة «اكتشاف» لكل ما يردد من شعارات وآراء ومبادئ تبين أنها تضليل وأكاذيب ومجرد أقاويل وقتية عملا بمبدأ التقية أو الغاية التي تبرر كل وسيلة.

مصر تحترق. الاخوان المسلمون «مقاولو الأنفار» الذين باتوا يُستخدمون لتحقيق المآرب وأهداف آخرين مستغلين شغفهم وانتحارهم لأجل الوصول بأي طريقة وأي ثمن للسلطة، وهم من أجل ذلك مستعدون للتحالف مع الشيطان لأجل تحقيق هذا الهدف القديم.

مصر تحترق. مصر هي الجائزة الكبرى وهم يدركون ذلك، ولذا يبدو التصرف من قبل الاخوان همجيا موتورا ولكنه أيضا بحشرجة لمن كشف أمره وفضح سره وهتك وضعه. مصر تحترق. الاخوان المسلمون فشلوا في ان يكونوا كيانا سياسيا وطنيا يحتضن ويضم ولا يفرق ويثير الفتنة، وكذلك فشلوا في أن يكونوا فريقا دينيا وسطيا عقلانيا تسامحيا منصفا.

مصر تحترق. من المستفيد مما يحدث في مصر ومن الذين يدعمون الاخوان فيما يفعلون سواء بالتصريحات المباشرة أو غير المباشرة؟ فكروا في الاجابة وتجردوا قليلا وستفهمون. مصر تحترق. حزب الاخوان المسلمين كان جماعة ثم تحول إلى حزب والآن لا اسم يليق به إلا اسم واحد.. «فتنة» فاحذروها.