خطة روسيا.. ويل أمها خطة!

TT

الدب الروسي يتلاعب بالنسر الأميركي.

هذه خلاصة الصورة الحالية تجاه مبادرة روسيا لحل مشكلة الترسانة الكيميائية لنظام بشار الأسد. بشار، سارع وبكل عفوية! للموافقة على المبادرة الروسية. ارتبك أوباما، ومعه وزيره كيري، وهم المرتبكون أصلا. مشكلة الطرح الأوبامي منذ البداية، بالإضافة إلى جمود حركته، هي حشر نفسه في مسألة استخدام الأسد السلاح الكيميائي ضد السوريين، وأن هذا هو فقط الخط الأحمر، والباعث الفرد المفرد للضربة الأميركية.

لسان حال بوتين: هانت! نقول لبشار تخلص من هذه الترسانة، اقتل الناس بالبراميل المتفجرة، تفي بالغرض، لماذا «دوشة» الكيميائي!

كان بشار لأول مرة ذكيا ومطيعا، ولم يرتكب حماقات العناد المعتادة، ويسجل هذا بالفعل لموسكو، حيث أربكت هذه الخطوة حسابات واشنطن وخطابها الدعائي لتسويغ الضربة المرتقبة، وسط رأي سياسي أميركي غير محبذ للتدخل العسكري من الأساس في سوريا، كأنما يساقون إلى نصرة الإنسانية وهم ينظرون!

لا ريب في أنها «مناورة» روسية، كما قالت المعارضة السورية، ولكنها هدية مسمومة، لأنه بمجرد الدخول في نفق هذه المبادرة اشترى بشار الوقت اللازم لتفريغ شحنة الغضب الدولي والأميركي «المؤقت» على خلفية صور أطفال الغوطتين، كما تصالح هذا الرأي من قبل مع مجازر الحولة وحمص وحلب، ضحاياها الأطفال والنساء، بالسواطير.. فالقتل بالساطور مباح!

نعم، تشبث واشنطن بذريعة استخدام الكيميائي كان لأسباب قانونية وسياسية، باعتبار أن استخدام هذا السلاح ممنوع بالقانون الدولي، وعليه فعقوبة بشار هي عقوبة قانونية تقنية بحتة، لكن الأمر أفدح من هذه التكتيكات.

لا تلام روسيا فيما تفعل، فهي كانت صريحة منذ البداية في مساندة نظام بشار لآخر المشوار، وهي تخرج الآن من قبعتها الساحرة، أرنب المبادرة الكيميائية.. يلام أوباما، فهو شخص بلا رؤية ولا عزيمة، وهذا ما شمه الدب الروسي فزاد من شراهته.

السؤال المهمل هنا: حتى لو بادر نظام بشار، اليوم وليس بعد أشهر، إلى تدمير سلاحه الكيميائي، هل يعني هذا إنهاء معاقبة من قصف المدنيين بصواريخ غاز السارين؟! هل يفلتون بفعلتهم بمجرد موافقة رئيسهم على «قبول» مبادرة موسكو؟!

هذه واحدة.. والثانية، هل يعني هذا منع النظام السوري من استخدام السلاح الكيميائي فقط و«التعايش» مع استخدامه بقية الأسلحة؟!

أهم من هذا كله، هل تحتمل واشنطن والغرب كله، والعالم العربي، مضاعفات وآثار هذه الحرب الرهيبة عليهم؟!

إنها حقا أكبر مشكلة دولية في العالم. إنها فعلا حرب الحروب على الصدع الطائفي والتاريخي والسياسي في المنطقة. في عالم مرن الاتصالات والمواصلات. الطرف المعني أكثر بهذه الحرب هم سكان الجزيرة العربية، أما إيران وأحزابها ومن خلفهم الدب الروسي فلهم خطتهم ورؤيتهم لهذه الحرب في بلاد الشام.

أين خطة ورؤية و«إرادة» أهل الدار مما تخطط له موسكو وطهران؟

ويْلمها خطة ويْلم قابلها - لمثلها خلق المهرية القود