القمر ع الباب!

TT

كتبت صحيفة «الشروق» المصرية تحت عنوان: «رئيس المؤمنين مرسي على القمر»: «تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي في الأردن صورة لوجه الرئيس المعزول محمد مرسي تظهر على القمر».

وأضافت الصحيفة، حسبما نقل موقع «سي إن إن» الأميركي بنسخته العربية: «جرى رصد صورة عبر أقمار ناسا الفضائية لرئيس المؤمنين مرسي على القمر، وقد أدى ذلك إلى إسلام الكثير من الخبراء، ما دفع الإدارة إلى التكتم على الخبر وحذف الصورة من موقعها، على حد مزاعم صاحب التعليق».

في إحدى المسرحيات المصرية الكوميدية يسخر الممثل المصري الكوميدي، سيد زيان، من كلمات الأغاني التي شاعت في الثمانينات، وبعضها أقدم، وفي فقرة من موشح السخرية هذه، يتوقف سيد زيان عند كلمات أغنية فايزة أحمد التي تقول: «يا مّه القمر ع الباب.. ضوا قناديله».

ويقول: «القمر طلعوله في أميركا.. واحنا لاطعينه عند الباب».

عندما يصاب الإنسان بخيبة أمل كبرى، وانهيار حلم ما، يلجأ للتكذيب والإنكار، ويتخيل الأوهام حتى في صحوه قبل نومه، كنوع من آليات الدفاع النفسي القسري، هذا إذا فهمنا السلوك بشكل عفوي، وكنوع من رص الصفوف ورفع معنويات الأتباع، إذا فهمنا هذا السلوك بشكل تآمري وغير عفوي.

يحصل هذا أكثر عند موت شخص له سطوة على أتباعه، ولديه محبة وشعبية كبيرة، ليس بالضرورة أن يكون زعيما سياسيا أو دينيا، حتى المشاهير من أهل الفن حين وفاة محبوب منهم، قد يحصل هذا النوع من الإنكار. كما جرى مع مطرب الروك آند رول الأميركي، إلفيس بريسلي، الذي ما زال كثير من مهاويسه يعتقدون أنه لم يمت.

بطبيعة الحال يحصل هذا الإنكار مع الزعماء الدينيين أو السياسيين بشكل أعمق وأكثر عنادا.

جماعة مرسي، في مصر وخارج مصر، في حالة صدمة، وأمر مريج، بين مكذب ومصدق لحقيقة أن حكم «الإخوان» لمصر كان صرحا من خيال فهوى، لذلك يتحدثون بعصبية، ويرون أوهاما وأحلاما، مثل سطوع محيا محمد مرسي على وجه القمر.

بمناسبة ذكر رؤية الوجه على القمر، ذكر المؤرخ ابن خلكان قصة مشعوذ سياسي ثار على الدولة العباسية في فترة الخليفة المهدي، واسمه المقنع الخراساني، ومما ذكره أنه من أهل مرو أظهر لأتباعه حيلا من جملتها: «صورة قمر يطلع فيراه الناس من مسيرة شهرين من موضعه ثم يغيب، فعظم اعتقادهم به».

القمر هو القمر منذ وجد، لا شأن له بنزاعات البشر.

[email protected]