جبهة النصرة الشيعية

TT

تفجير السفارة الإيرانية في بيروت ليس مفاجئا، بل متوقع كل لحظة.

إيران ومعها حزبها في لبنان هم «جبهة النصرة» للنظام الهجين في سوريا، من شوائب طائفية مافياوية عائلية. جندت له كل المشاعر الطائفية من هزارة أفغانستان إلى حوثية اليمن، مرورا طبعا بمن استطاعت تجنيده من أبناء الطائفة الشيعية.

جبهة نصرة أصولية سنية متطرفة وإرهابية، يقابلها جبهة نصرة أصولية إرهابية شيعية، جبهات نصرة يأكل بعضها بعضا.

التفجير «الانتحاري» المروع الذي ضرب سفارة إيران وقتل وجرح العشرات، منهم الملحق الإيراني الثقافي، كان «رسالة» واضحة لإيران وحزب الله، كما قال نوار الساحلي العضو القيادي بالحزب الأصفر. غير أن أغرب تعليق كان تعليق طهران على الهجوم، حيث جاء في جريدة «الشرق الأوسط» أن الجمهورية الإيرانية اتهمت إسرائيل بالوقوف وراءه.

حزب الله كان أكثر صراحة في الحديث، حيث اتهم الحزب «تحالفا غربيا إسرائيليا»، إضافة إلى «أنظمة إقليمية ومجموعات تكفيرية» بالمسؤولية، بينما اتهمت دمشق «الجماعات الإرهابية بمحاولة نسف الوضع في لبنان». نعم، النظام السوري خائف على الاستقرار في لبنان!

وجه الغرابة في هذه الاتهامات هو أن من نفذ الهجوم هم انتحاريون، ولم نعلم هذا السلوك الانتحاري، منذ سنوات، إلا من جماعات «القاعدة»، لا الموساد الإسرائيلي مثلا.

وثانيا، تعودنا من حزب الله وإيران «إدمان» تلبيس إسرائيل كل مصيبة تحصل لهم أو وصم كل مخالف لهم بالإسرائيلية هربا من مواجهة الاستحقاقات الفعلية.

ثم إن «خبرة» إيران وحزب الله في هذه الجماعات السرية تحت الأرض هي الخبرة الكبرى، والمفارقة أن الجماعة التي تبنت تفجير السفارة الإيرانية في لبنان جماعة قاعدية تطلق على نفسها اسم: كتائب عبد الله عزام، وهي جماعة كان مؤسسها وقائدها السعودي المطلوب صالح القرعاوي، يقيم في كنف الحرس الثوري في إيران، مثله مثل المصري سيف العدل الذي نسق هجمات 2003 الإرهابية على مدينة الرياض انطلاقا من مخبئه في إيران بإشراف الحرس الثوري!

إذا كانت الدعاية الإيرانية هنا تشير إلى سابق خبرة في التعامل مع هذه الجماعات واستخدامها بشكل غامض وغير مباشر، وأن إسرائيل قد استنسخت هذه الخبرة الإيرانية، فربما كان في الكلام وجاهة.. ربما.

وبعد: فهذه هي نتيجة العبث بالنار الطائفية وإثارة الغرائز التاريخية القديمة، وقلنا من قبل إن إيران تزرع الريح وتحصد العاصفة. مع الدعاء بالرحمة والشفاء لكل ضحايا هذا العمل الإرهابي المرفوض.