المؤسسات الثقافية في دول مجلس التعاون

TT

تتعدد المؤسسات الثقافية سواء أكانت مدنية أم حكومية في مجلس التعاون الخليجي، وذلك بفضل القفزة المادية وما تلاها من الاهتمام بالثقافة بشكل عام والثقافة اللغوية والحضارية بشكل خاص.

فمن الأمثلة على المؤسسات الثقافية المشتركة في مجلس التعاون الخليجي:

1ـ مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك (البيت الإعلامي الخليجي): وهي مؤسسة خليجية إقليمية مقرها دولة الكويت، تأسست سنة 1976، باتفاق وزارات الإعلام لدول مجلس التعاون الخليجي بغية تعزيز الروابط الحضارية والثقافية والتاريخية التي تجمع بين دول المجلس وتأصيلها، وإدراكا للدور الذي يقوم به الإعلام في خلق مجتمع فكري موحد يشار إليه بالبيت الإعلامي الخليجي، وقد قطعت شوطا في إحياء التراث الخليجي والعربي والإسلامي والارتقاء بمستوى الإنتاج الفني للبرامج الإذاعية والتلفزيونية، وذلك لتقديم إعلام خليجي متميز يجسد الروح الخليجية المشتركة، ومن برامجها التي أنتجتها: برامج للأطفال، وبرامج وثائقية وثقافية ودراما، وبرامج دينية وإسلامية.

ومن الأمثلة على المؤسسات الحكومية الثقافية:

1ـ المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدولة الكويت: حيث كان من إنجازاته: تأسيس مراكز لتوثيق التراث، وتنظيم أنشطة ثقافية وفكرية (مسرح – سينما – شعر – رواية – تراث – موسيقى – أغان – فنون.. إلخ)، تقديم الجوائز التقديرية والتشجيعية للأعمال الفكرية والثقافية المتميزة، وترجمة الأعمال الفكرية والثقافية لمبدعي دول المجلس إلى اللغات الأخرى.. وغيرها.

2ـ مجلة العربي، بدولة الكويت التي تنبثق عن وزارة الإعلام. وهي مجلة تحاول أن تتواصل مع جميع هذه المؤسسات، وهو ما يفرضه الواقع.

ومن الأمثلة على مؤسسات المجتمع المدني الثقافية:

1ـ مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري، بدولة الكويت.

2ـ مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، بدولة الإمارات.

3ـ مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، بدولة الإمارات.

4ـ مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث.

5ـ مركز سعود البابطين الخيري للتراث والثقافة، بالمملكة العربية السعودية.

ومن الأمثلة على المؤسسات التي في طور الإنشاء:

مجمع اللغة العربية بدولة الكويت: الذي حصل على موافقة مجلس الوزراء بدولة الكويت على إنشائه بناء على طلب من كاتبة هذا المقال سنة 2004، وبتعزيز من عدد من الزملاء، حيث كانت لهم طلبات مماثلة بعد ذلك، وبرغبة صادقة من الباحثين واللغويين والنقاد والأدباء بدولة الكويت على إنشائه، فصادفت رغبة أكيدة لدى القيادة السياسية، فكانت الموافقة التي من الممكن أن تجمع مجلس التعاون الخليجي في هذا المجمع أو يكون لكل بلد مجمع خاص به.

ولكن يؤخذ على كل هذه الجهود وغيرها من الجهود المماثلة والتي لا تقل عما ذكرنا مكانة وجهدا، أن العمل الفردي فيها سيد الموقف، ويندر أن نجد عملا جماعيا مؤسسيا يخرج منها، فهذه المؤسسات تؤدي عملها بشكل انفرادي، وليس بشكل جماعي، فيندر أن تجد تنظيما مؤسسيا بين هذه المؤسسات، ولا يوجد تنسيق بين هيئاتها أو تواصل فيما بينها إلا ما ندر، فجهدها جزئي وانفرادي، ولذلك من الوارد أن تكرر بعض الأعمال، أو أن يحدث اهتمام بجانب معين ويتكرر الاهتمام به، ويتغافل عن جانب آخر، ويتكرر التغافل عنه، وإذا حدث تواصل وتنسيق لكانت الفائدة أعم وأشمل، والجهود مركزة بشكل أكبر، فهذه المؤسسات تقوى بشكل أكبر بالتنسيق بينها والتواصل بينها.

وأملنا كبير في مجمع اللغة العربية المزمع إنشاؤه بدولة الكويت، أن يكون جامعا بين هذه المؤسسات جميعها، ومنسقا بينها، بالإضافة إلى الآمال العريضة المنعقدة عليه والمنتظرة منه.

* كاتبة وأكاديمية كويتية