ديك تشيني والتعذيب.. وهجمات سبتمبر

TT

في مقابلة أُجريت في برنامج «واجه الصحافة» الأحد الماضي، سخر نائب الرئيس الأميركي السابق ديك تشيني من المحامين الطموحين الذين يبغون ملاحقته من لاهاي.

وقد قرأ تشاك تود مضيف البرنامج، تفاصيل من تقرير لجنة مجلس الشيوخ حول «الاستجواب المعزز»، وسأل ديك تشيني عما إذا وصلت أساليب الاستجواب إلى حد التعذيب بالحقن الشرجية، وحبس رجل في صناديق مثل التوابيت، وتكبيل أيدي رجل آخر إلى قضيب فوق رأسه لمدة 22 ساعة باليوم، ليومين متتاليين؟

لا. فإن السيد تشيني لا يعزو سمة «التعذيب» إلا إلى هجمات الحادي عشر من سبتمبر، وما فعله الأميركيون عقب الهجمات لا يُعد تعذيبا لثلاثة أسباب:

أولا، لأن وزارة العدل وافقت على الأساليب: «جميع الأساليب المخول تطبيقها من قبل الرئيس، في الواقع، كانت تحظى بمباركة وزارة العدل، من حيث إننا يمكننا المضي قدما في تطبيق تلك الأساليب، في الواقع، من دون ارتكاب التعذيب».

ثانيا، بسبب أنها لم تكن، بصفة رسمية، جزءا من برنامج الاستجواب: «لم يكن ذلك جزءا من برنامج الاستجواب.. فلم يكن هناك تعذيب كجزء من البرنامج».

ثالثا، لأنها لم تكن في مثل بشاعة هجمات الحادي عشر من سبتمبر: «فيما يتعلق بمحاولة تعريف ذلك على أنه تعذيب، فإنني أعزو سمة التعذيب لما صنعه إرهابيو تنظيم القاعدة بـ3 آلاف أميركي في يوم الحادي عشر من سبتمبر. فليست هناك مقارنة بين ذلك وما فعلناه في الاستجوابات الخاضعة للتفتيش».

كان خطاب تشيني مفعما بالهراء والعبث - رافضا الاعتراف بالفرق بين القتل الجماعي والتعذيب، والأسوأ من ذلك أنه لا يشعر بالندم ألبتة.

وسأل السيد تود: «هل أثارت أي من التفاصيل الواردة في التقرير أي قدر من الشك»؟، فأجاب السيد تشيني قائلا: «قطعا لا».

وماذا عن حقيقة مفادها أن 25 في المائة من المعتقلين تبين أنهم أبرياء؟

قال السيد تشيني: «ليست لديّ في ذلك مشكلة طالما أننا حققنا أهدافنا»، ويعني «القبض على منفذي هجمات سبتمبر». وإحقاقا للحق، فإن السيد تشيني «لم يقبض على أحد» - على أدنى تقدير، لم يقبض على المتهم الرئيسي. ولكن فعل ذلك من خلفوه. ورغم الحكاية التي حاول بثها الفيلم المعنون «نصف ساعة بعد منتصف الليل» (Zero Dark Thirty)، فإنه يبدو أن التعذيب لم يسهم جديا في تعقب أسامة بن لان.

وأضاف السيد تشيني يقول: «يمكنني تنفيذ ذلك مجددا، وفي دقيقة واحدة».

قال الرئيس أوباما في عام 2009 إنه «علينا المضي قدما بدلا من النظر إلى الوراء». وشدد على أنه «علينا التركيز على وضع الأمور في مكانها الصحيح بدلا من النظر إلى ما فعلناه من أخطاء في الماضي». ولذلك، فقد أصدر أمرا تنفيذيا بحظر التعذيب، ولكنه أحجم عن ملاحقة الناس الذين أشرفوا على أو ارتكبوا ممارسات التعذيب.

ووفقا لذلك القرار، فإن السيد تشيني من بين أولئك الذين يتطلعون إلى وقت ما (ربما تحت إدارة أميركية أخرى) يكون من الممكن ارتكاب تلك الممارسات مجددا.

* خدمة «نيويورك تايمز»