الشيخ زبير.. إيطالي!

TT

يقولون ان الفشل يتيم.. وان النجاح له ألف أب وذلك صحيح.. فما يكاد شيء ينجح حتى يظهر ألف واحد يقولون انهم اصحاب الفكرة.. او يقول كل منهم انه صاحب هذا الأمر.. واذا اشتهر اسم في عالم الفن ظهر الف واحد يقولون انهم اصحاب الفضل عليه.. فاذا فشل تبرأ الجميع منه وقالوا انهم لا يعرفونه.

اشهر مثال على ذلك وليام شكسبير الشاعر والكاتب المسرحي الأشهر.. بداية قالوا انه لم يكتب مسرحياته ولكن كتبها معاصره «مارلو».. ولم يقولوا لنا لماذا سكت مارلو عن المطالبة بحقه في الشهرة والفلوس.. ثم قالوا انه ليس انجليزياً ولكنه عربي واسمه الأصلي «الشيخ زبير».. واشهر دعاة هذا الزعم القائد الليبي العقيد معمر القذافي، ولكن لم يقدم لنا أحد مستندا واحدا او قرينة واحدة لدعم هذا الادعاء، سوى ان شكسبير كتب «عطيل» مسرحية الغيرة العمياء وبطلها المغربي.. ولا بد لمن يفهم في الغيرة وقتل الزوجات من ان يكون عربياً.

ثم ظهر الادعاء الجديد الذي جعل شكسبير ايطالياً، وهو اقرب المزاعم الى الصحة والى العقل، اذ ادعى استاذ اكاديمي متقاعد من ايطاليا اسمه مارتينو أونارا ان شكسبير ايطالي.. ونشر الاستاذ الايطالي زعمه في مجلة «أوجي» الايطالية وتلقته صحيفة «التايمز» الانجليزية وأحدث دوياً هائلاً لأن أدلته او قرائنه معقولة.

فقد تساءل مارتينو كيف ان شكسبير كتب 15 مسرحية من مسرحياته الـ37 عن ايطاليا او في ايطاليا، وكانت وقائع هذه المسرحيات جميعا في المجتمع الايطالي وفي المدن الايطالية.. كيف لمؤلف مهما سرح خياله ان يعرف كل هذا عن ايطاليا وعاداتها وتقاليدها وعواطفها وأصالتها إن لم يكن ايطالياً؟

اكثر من هذا يقول الباحث ان اسم شكسبير الأصلي بالايطالية هو «مايكل انجلو فلوريو كرولالنزا» وان والده كان من طائفة البروتستانت ومن انصار «كالفن»، مما عرض الأسرة لمحاكم التفتيش واضطرها للهرب الى انجلترا، وهناك غير صاحبنا اسمه الى شكسبير، وهي الترجمة الانجليزية للاسم الايطالي.. والمنطق معقول هذه المرة، ولكن اخشى ان تدعي الدنمارك بان شكسبير كان دنماركياً بدليل ان اهم مسرحياته، وهي «هاملت» دارت احداثها في الدنمارك.. وكما قلنا فان النجاح له.. والفشل يتيم.