رسالة مفتوحة إلى الرئيس كلينتون

TT

قرأت أخيراً مقالاً مضحكاً لتوماس فريدمان يؤكد انحيازه السافر بشكل مثير للشفقة. لقد كان مذكرة مفترضة منك لياسر عرفات، وليس لدي أدنى شك أن فريدمان في وضع مؤهل ليمثلك، فهو يقدم بشكل مماثل كل مواقفك تجاه الشرق الأوسط، وبالطبع فقد وضعت المذكرة المسؤولية كاملة على كاهل عرفات.

وعلماً بأنني لا أحبذ شخصياً الدفاع عن عرفات، ولكنني وجدت نفسي من دون خيار، ولا بد من أن أفند معظم تصريحات فريدمان وبالتالي مواقفك أنت.

وما وجدته مضحكاً هو حقيقة أن عرفات قد أعطى مسبقاً كل شيء، وأنك أنت تطلب منه أن يعطي المزيد بل أن يعطي مالا يملك، وبحسبة بسيطة: هذا مستحيل، فكر في هذا سيدي الرئيس، انه شيء يدعو للضحك.

وفي ما يخصني أنا شخصياً، فقد توقفت عن الضحك منذ زمن طويل، طويل قبل الأحداث المأساوية التي تبعت استفزازات شارون في الحرم القدسي الشريف. ولكن في بعض الأحيان وعلى الرغم من تقييمي الجيد للأمور، أجد نفسي أضحك لما أشاهده على التلفزيون وما أقرأه في الصحف.

عليك أن تفهم يا سيدي الرئيس بأن هناك خيطاً رفيعاً بين الضحك والبكاء. خذ على سبيل المثال أحد التصريحات اللامعقولة الصادرة عن وزارة الخارجية. فالسيدة أولبرايت بدت متجهمة بل بالأحرى مخيفة وهي تتكلم عن «العنف من الطرفين على حد سواء».

أنا واثقة بأنها لم تقصد اضحاكنا، ولكننا مع ذلك ضحكنا بمرارة عندما قدمت تعازيها الى عائلات الجنديين الاسرائيليين اللذين قتلا في ذلك اليوم، في حين لم تصدر أي تعليق لعائلات العشرات من الفلسطينيين الذين قتلوا بدم بارد.

لو أنك فقط تستطيع أن تفهم ماذا فعلت بنا سنون الظلم وانعدام العدالة.

بإمكانك أن ترى، عزيزي الرئيس كلينتون، أن معظمنا قد تأذى فعلاً من اتفاقات أوسلو. معظمنا عرف بأن عرفات قد ذهب وبملء ارادته الى وكر الذئاب، وقد أخذ تعهداً على نفسه بالقيام بعمل اسرائيل القذر في غزة وذلك بمجابهة الناس انفسهم الذين حاربوا معه ولسنوات من أجل نيل حقوقهم. من أجل متعة مريضة بأن يتلقى استقبالاً مفروشاً بالسجاد الأحمر أينما ذهب. لقد باع عرفات حقوق شعبه، مع أننا حاولنا تحذيره وحاولنا ان نقول له بأنه باختراقه للجبهة العربية كان يقترف خطأ كبيراً سيندم عليه في ما بعد.

ولكن دون جدوى، فقد بذل أقصى جهده ليحقق كل نزوة بل كل طلب عديم الرحمة أملته عليه اسرائيل، وبالطبع تم دعمه من قبلك.

والآن وبعد سبع سنوات، وبعيداً بمقدار سنين ضوئية عن نيل النزر اليسير الذي وعد به في أوسلو، ابتدأ عرفات يتنقل بين العواصم الرئيسة العالمية. وعاد محاولاً أن يكسب الدعم مجدداً من الرؤساء العرب.

كم اتمنى لو استطيع ان أتأمل بفرح، أن أشمت، أو أضحك، ولكن مع الأسف فالألم والغضب هما ما أشعر بهما فقط. أنا الانسانة العربية العادية، أسخر من إحباطي.

كم ضحكنا وبكينا، سيدي الرئيس، عندما منحت جائزة نوبل للسلام لرابين، مكسر عظام الأطفال الذائع الصيت (وهذه أقل جرائمه). كم ضحكنا وذرفنا دموع الغضب في كل مرة تضاف فيها مستعمرة يهودية الى التوسع الصهيوني ضمن أراضي آبائنا وأجدادنا، بينما ينام الفلسطينيون المشردون في الخيام. كم ضحكنا عندما رحب «محبو السلام» بتسلم حزب العمل للحكومة الاسرائيلية. اذ لم يكن هناك فرق ابداً بين العمل والليكود، سيدي الرئيس، فأحدهم فقط أفضل في رواية الأكاذيب.

واستطراداً للحديث وبالعودة لك سيدي الرئيس، ففي فترة الأسبوعين الماضيين املت (مع أنه أمل مستبعد)، بأن تغادر البيت الأبيض بصورة راقية، وبأنك ولمرة واحدة ستقوم بعمل مشرف. لقد أملت (مع أنه أمل مستبعد)، بأن تقوم بإدانة عملية قتل الأبرياء العزل. ولكنك أصررت على التلميح بل على التأكيد أن الجانبين وبالتساوي يتشاركان في الذنب.

كيف يجرؤ أي كان أن يدعي بأن محمد الدرة (واحد من عدة ضحايا أبرياء) قد «قتل في تبادل لإطلاق النار»؟ بل كيف يجرؤ أي كان أن يجعله ضحية للظروف؟ انني أجزم: لقد كان هذا اعداماً على مرأى من الناس، سيدي الرئيس، لقد كانت هذه عقوبة اعدام على جريمة كونه فلسطينياً.

كيف تجرؤ أنت وحليفك الغالي على اتهامنا بأننا «نبث مواد اعلامية مثيرة محرضة». دعني استوعب ذلك بوضوح: أيجب علينا أن نضرب، أن نحاكم، أن نقتل، أن نقصف بالقنابل وألا نخبر أحداً بالأمر؟ هل علينا أن نعاني بصمت ونصرخ بصمت؟

لا أعلم أيجب عليّ أن اضحك أم أبكي عندما تقوم أنت واعلامك المبدع بالمساواة بين الحجارة والبنادق. دعنا ندفع هذا الابداع اكثر ولنجرب معاً لعبة صغيرة، لعبة حرب، دعنا نبدل الأدوار ولنر ماذا سيحدث. دعنا نجرد الفلسطينيين من حجارتهم ولنعطهم الأسلحة والطائرات نفسها وغيرها من المعدات العسكرية التي تعطيها للإسرائيليين منذ سنوات. وفي الوقت نفسه دعنا نعطي الاسرائيليين حجارة وصخوراً، ولنخلصهم من كل المعدات الأخرى، فبما أنك مذعور بهذا القدر من الحجارة التي تلقى على الاسرائيليين، حسناً سلح حليفك، اعطه حجارة! هل أرى بسمة مصطنعة، سيدي الرئيس؟ هل تراك تجرؤ؟ هل أنت خائف لهذه الدرجة من اللوبي الصهيوني والاسرائيليين سيدي الرئيس؟ ـ وأنت لا تختلف كثيراً عن عرفات في هذه المسألة ـ حتى زوجتك، ومن أجل القضية نفسها، قد لفتت الأنظار في الأسبوع الماضي أثناء ظهورها في مظاهرة تأييد للاسرائيليين.

لقد أظهر اعلامك المبدع وحكومتك مهاراتهم مراراً وتكراراً في ما يتعلق بالعرب، بدءاً من مضايقة المواطنين العرب في مطاراتكم، الى محاولة استثناء العرب الأميركان من ممارسة حقوقهم الدستورية، ولا ندري لماذا تحاول أن تشن حرب أعصاب دائمة على شعوبنا.

أنت ـ واعلامك معك ـ تشير الى الرجال والنساء الشجعان الذين يناضلون داخل بلادهم المحتلة، والذين يستهدفون جيش الاحتلال على أنهم ارهابيون، لقد جرت العادة على تسمية مثل هؤلاء الناس، كما حصل في فرنسا أيام الاحتلال «بأبطال المقاومة». راجع نفسك، أليست مقاومة حزب الله كالمقاومة الفرنسية تماماً؟ وهل الاسرائيليون هم فوق بني البشر الآخرين؟ دعنا نواجه الأمر: فإما حسن نصر الله هو بطل وطني يجب أن يقر له بذلك في كل انحاء العالم الحر أو أن شارل ديغول كان ارهابيا.

بالله عليك، ما الذي لا تفهمه حول الشرق الأوسط؟ بل ما هو الجزء من المعادلة الذي لا تستطيع فهمه؟ ألا تشاهد الأخبار؟ إن مشهدا واحداً منها يساوي ألف كلمة، ولكنني متيقنة بأنك لا تشاهد أخيراً إلا الحملة الانتخابية.

وهذا شيء متوجب عليك فعله بالطبع، فخلال بضعة أسابيع سيدلي المواطنون الأميركيون بأصواتهم. ترى هل استطاع أحد افهامهم بأن هناك حوالي ثلاثة مليارات دولار من أموال ضرائبهم تستخدم سنوياً كمساعدة لاسرائيل، بينما لا يجد العديد منهم سبيلاً الى معظم حاجاتهم الأساسية؟ أنا واثقة من أن العناية الطبية والضمان الاجتماعي يقرعان ناقوساً في آذان شعبك، لم لا تخبرهم لماذا تحصل اسرائيل على المليارات بينما هم يحصلون على الفتات؟

هل شاهد الأميركيون غور وبوش وهما يتصارعان حول من سيبدو أكثر ولاء لاسرائيل؟ همسة صغيرة بيننا سيدي الرئيس، ألم تضحك ولو قليلاً عندما قال آل غور بأنه لو انتخب رئيساً فإنه سيضغط على عرفات لايقاف «أعمال العنف الاستفزازية»؟ هل هذا وصف «لقذف الحجارة» في مقابل اطلاق النار وغارات طائرات الهليكوبتر؟

هل الشعب الأميركي حقاً مقتنع بأنه من «مصلحته القومية» أن يدعم أقلية محتلة، بينما لا يجني من وراء هذا إلا مرارة كل الشعب العربي؟ هل من مصلحتك القومية أن تحافظ على معاييرك المزدوجة الواضحة؟ هل من مصلحتك القومية أن تجوع أمة؟ والأسلحة النووية، من يعطي اسرائيل الحق في امتلاكها بينما تمنع عن دول أخرى، فليس هناك من تفتيش من الأمم المتحدة عليها، وكل هذا نتيجة لاصرارك على هذا الموقف المتحيز.

أما الجانب المضحك الآخر من المشكلة ـ وعليك أن تعترف به ـ فهو أن عرفات لا حول له ولا قوة، ولا يقوى على عمل شيء. بل انه يكاد لا يستطيع ان يقنع احداً أن يرمي حجراً حتى ولو كانت حياته تتوقف على ذلك. فالانتفاضة الحقيقية لا تحدث الا عندما لا يتبق لدى الناس أي شيء يخسرونه.

انهم يثورون عند فقدهم لأكثر المشاعر انسانية ألا وهي الكرامة. ان ما يجري الآن هو نفس ما جرى في الانتفاضة الأولى قبل عدة سنوات، فعرفات لم يطلب من أحد منهم أن يرمي حجرا ولم يستطع اثارة شعبه بالخطب، ولكنه حاول أن يجعل الجميع يصدق بأن هذا الشعب وراءه، فالفلسطينيون يا سيدي الرئيس يرمون الحجارة لأنهم سلبوا من كل شيء; الأرض، البيوت، حقوق الانسان، الحقوق الوطنية، حق العودة، حق التظاهر، لقد تم سلبهم كرامتهم.

لقد استمر الفلسطينيون والعرب في دفع ثمن خرائط ميكافيلية رسمت من قبل سايكس وبيكو قبل حوالي مائة سنة تقريباً، استمروا في دفع ثمن وعد بلفور، استمروا في دفع ثمن جرائم اقترفت في أوروبا قبل نصف قرن مضى. استمروا في المعاناة. ولكن لا بد لكل شيء من نهاية، وما لا يمكن تحقيقه بالكلمات يتم تحقيقه بوسائل اخرى.

لقد كان والدي على حق سيدي الرئيس، فحتى عندما كان هو وزملاؤه يعطون الاسرائيليين الفرصة للتفاوض معهم، وبدأ ذلك في تشرين الثاني 1991 في مدريد، كان على قناعة تامة بأن الأمور لن تعود الى طبيعتها الا بعد أن تنفجر وكان مؤمناً بأن ما أخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة، وبأن السلام العادل والشامل سوف يأتي فقط عندما ينتهي الاضطهاد، ويتم الحفاظ على حقوق الانسان للجميع.

والآن سيدي الرئيس، ومن منطلق النظام العالمي الجديد، فإنني آخذ الأمر على عاتقي لأعطيك انذاراً رقيقاً ولكنه صارم في الوقت نفسه، نحن سيدي الرئيس نقارب الـ 300 مليون عربي. لقد كنا عرضة لمصادرة الملكية، للاحتلال، للابتزاز، للقتل والاذلال ولفترة تزيد على نصف قرن.

لقد انحنينا لتفوقك مرات عديدة، وقبلنا قرارات مجلس الأمن غير العادلة فقط لمحاولة استرجاع قسم مما هو حق لنا. لقد قبلنا أن نجلس على مائدتك وان نتباحث في «الأرض مقابل السلام» الذي كان دائماً معادلة مضللة، فقد بدت وكأننا نطالب بشيء ليس لنا كما لو كنا نحن من يبتز الطرف الآخر.

لقد قبلنا 242، 338. 425 والعديد من الارقام الأخرى. الى أي مدى سوف تستمر هذه الأرقام بالتصاعد؟ وهل سيكون هذا كتصاعد عدد الضحايا الفلسطينيين والعرب؟

لقد كنا نشاهد اسرائيل مذعورين وهي تنتهك المرة تلو الأخرى كل مواد القانون الدولي وكل حدود اللياقة الانسانية. لقد اختنقنا بدموعنا لعدد لا يحصى من المرات، في كل مذبحة ترتكب من قبل حليفك. لقد طلب منا أن نصدق بأن قانا كانت غلطة، وأن باروخ غولدشتاين كان عبارة عن مجنون، وبأن شارون كان ينظر الى الجهة الأخرى عندما كان سكان صبرا وشاتيلا يصفون جسدياً. ويطلب منا أن ننتظر بخنوع حينما يمشي الجزار نفسه في موقعنا المقدس، محاطاً بـ1000 جندي. ويطلب منا أن نبتلع حقيقة أن الرصاصات (الرصاصات الأميركية) تستخدم في الدفاع عن النفس ضد الحجارة.

لقد تم اعدام الأطفال والمراهقين سيدي الرئيس. وسوف أرسل لك شريط فيديو مليئا بصور حقيقية كبرهان لك. أليس لديك قانون ينص على منع بيع الأسلحة الى أي بلد يستخدمها ضد المدنيين العزل؟ أتساءل كيف سيشعر ناخبوك تجاه ذلك.

وعودة لنا، عودة الى 300 مليون عربي. فنحن لم نبدأ الصراع بعد سيدي الرئيس. ولكن هذا ما سنفعله. وسوف نتعلم منك. سنستخدم الحظر وقوة الفيتو الخاصة بنا. ونطالب قادتنا بأن يقطعوا امدادات النفط عن كل حلفاء اسرائيل. ونطلب من شعوبنا مقاطعة كل بضائعهم، وسنغرق العالم بالرسائل، ونلجأ الى أقلامنا لنطلع العالم على قضيتنا. وبالتصميم على فعل ذلك فبإمكاننا أيضاً التفوق.

أنا أعلم بماذا تفكر في هذه اللحظة، أنك تفكر في أن كلماتي هذه لا معنى لها، وبأن بعض زعمائنا لم يستجيبوا، أن المنطق يستدعي على البعض منهم على أقل تقدير أن يستدعوا سفراءهم من اسرائيل «ومن دون أن نذكر قطع العلاقات الدبلوماسية» لم يتصرف أحد منهم على هذا النحو. أنت على حق، ولكنك لن تبقى على حق لفترة طويلة، ودعني أعطيك تلميحاً بأن الأمور تتغير، احص عدد الطائرات الهابطة في مطار بغداد سيدي الرئيس، فالأطفال العراقيون لن يستمروا في الموت، ولن نرضى بذلك أبداً.

ان قرارات الأمم المتحدة ملائمة جداً أليس كذلك؟ يبدو أنه بإمكاننا نحن أيضاً ان نتجاهلها. لقد علمتنا بأن الالتزام بقرارات الأمم المتحدة هو رياضة متعددة الجوانب. لقد أريتنا أن على الرغم من دعمك المطلق لهذه القرارات المتعلقة بالعراق فقد رفضت الموافقة حتى على عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن عندما كان الشبان الفلسطينيون يتساقطون كالذباب في الأراضي المحتلة. لقد استعملت وبشكل متكرر حق الفيتو الخاص بك للقضايا الخاطئة.

ومن المثير للسخرية أنه يجب علينا أن نشكرك، من أجل وحدتنا التي وجدناها أخيراً، من أجل تصميمنا الذي وصلنا إليه الآن، نحن الآن بموقع أفضل بسببك، اننا الآن اكثر تلاحماً، وأكثر وضوحاً بأهدافنا النهائية فدعمك الأعمى لاسرائيل قد وجد أخيراً صداه لدينا.

لا يمكن للظلم أن يستمر للأبد حتى ولو كانت العقود الأخيرة كالجحيم بالنسبة الينا، 50 عاماً هي فترة قصيرة جداً في عمر التاريخ، وحتى التاريخ الحديث قد اظهر ما يمكن لتصميم شعب ان يحققه مع الوقت. والشيء بالشيء يذكر، وأنا لا اريد التحدث عن الماضي ولكن تذكر فيتنام سيدي الرئيس.

هل تحتاج الى حقيقة اخرى لتضع الأمور في نصابها الصحيح، فقط تذكر بأن هناك مليار مسلم سيدي الرئيس. واحد من كل ستة اشخاص في العالم هو مسلم، واحد من كل ستة لن يقف مكتوف اليدين بينما يتم تدنيس المواقع الاسلامية المقدسة. أنا أراهن بأنك لا تضحك الآن.

وحذار من الخطأ، فلسنا من حول هذا الأمر الى مسألة أديان، اسرائيل هي التي فعلت ذلك. و بالنسبة الينا فلسطين كانت دائماً وستبقى دائماً عربية بغض النظر عن دين مواطنيها. ولكن اسرائيل تصر على أن تستخدم الله عز وجل وكأنه وكيلها العقاري، اسرائيل تستولي على أراضي الفلسطينيين لتعطيها لمواطني بلاد تبعد آلاف الأميال، والفلسطينيون المسلمون والمسيحيون لا يملكون خياراً إلا أن يردوا.

إنها لم ولن تكون أبداً مسألة دين. انها مسألة حقوق الانسان والعدالة، فأراضي الفلسطينيين والسوريين واللبنانيين يجب أن تعود الى اصحابها الحقيقيين.

سيدي الرئيس، لقد رتبت لقمة عقدت على عجل، ليتسنى لك املاء شروط القوي على الخنوع الضعيف، الخنوع نفسه الذي لم يتجرأ على تجاهل اتصالك أتى مهرولاً، ولكن بقية العالم العربي لا ترى الأمور على طريقتك سيدي الرئيس. فبينما تحاول سحب البساط من تحت أقدامنا وتستبقي القمة العربية فهذه المرة لن تنجح، فنحن مصممون على أن نحافظ على جبهة متحدة ولن تجري الأمور هذه المرة كما تشاء سيدي الرئيس.

تذكر «نحن الشعب العربي» لم نبدأ بعد المقاومة الفعلية. ولكن هذا هو ما سنفعله بالقول والفعل، بالحجارة والكلمات، وبتصميم على انتزاع حقوقنا. آمل بأنك أنت وحليفك على استعداد لذلك.

* ابنة الدبلوماسي والمفاوض السوري المعروف موفق العلاف