اللغة التي لا تتغير

TT

عادت الحكومة العراقية الى اسطوانة الجهاد لاسقاط الحكام العرب. واعتبرت ان القمة العربية «خائبة ومشبوهة» رغم انها قد حضرت، وتم القاء خطاب عادي ولا جديد فيه باسم الرئيس العراقي.

ما قاله بيان مجلس قيادة الثورة برئاسة الرئيس العراقي حول الحكام العرب والأوصاف التي وصف بها هؤلاء الحكام يصعب ترديدها، واقلها انهم «ذوو الوجوه الكالحة»، وانهم «ينوبون عن الصهيونية ليسيئوا للجماهير العربية» وانهم «وكلاء رسميون عن الاعداء».

بيان مجلس قيادة الثورة يدعو الى الجهاد، وهو اسهل وأقوى طرح نظري، ولكنه يحتاج الى تفاصيل عملية لتنفيذه. والرئيس العراقي يقول ان العرب لو اعطوه قطعة ارض صغيرة في المواجهة لهزم اسرائيل، وليت احداً من العرب يفعلها فيعطي للحرس الجمهوري العراقي هذه القطعة التي ستكون مدخلاً لتحرير فلسطين، ويريح بقية العرب من القتال والجهاد.

النظام العراقي له تاريخ في الجهاد ضد الاكراد، وايران والكويت، وتسبب هذا الجهاد في مأساة للشعب العراقي بل وللقضية الفلسطينية، اما الجبهة الوحيدة التي لم يجاهد فيها ذلك النظام فهي جبهة فلسطين، فالبوصلة التي يستخدمها نظام بغداد لها ثلاثة اتجاهات فقط، ولا تؤشر الى القدس او الى الاراضي المحتلة.

متى تتوقف هذه اللغة التي عفى عليها الزمن. لغة تحميل الآخرين كل ذنوب الدنيا، وتبرئة النفس من كل الجرائم والأوزار. ومتى تتوقف لغة التخوين والعمالة للأجنبي وتحل محلها لغة تفهم موازين القوى، وتستخدم القوى المتاحة لمواجهة الاعداء. وتتوقف عن الكلام في الاخلاقيات وممارسة كل انواع الموبقات بحق الأمة وقضاياها. ومتى يعرف كل واحد منا حدوده وامكانياته، ويستخدم عقله للخير بدلاً من الشر.

اللغة في بغداد لم تتغير، ويبدو انها لن تتغير، ففاقد الشيء لا يعطيه.