معالي الوزير لا يعلم!

TT

يجب علينا ان نتقدم بالشكر للدكتور علي بن ابراهيم النملة على تصريحه الذي ادلى به للزميلة «عكاظ» ونشرته في صدر صفحتها الاولى في 3 سبتمبر الماضي.. والشكر واجب لان معالي الوزير كان صريحا وواضحا عندما قال انه لا يمكن تحديد نسبة البطالة في الوقت الحاضر نظرا لانه لا يوجد تبويب دقيق للمتقدمين بطلبات التوظيف.. الى آخر التصريح.

اننا نشكر معالي الوزير على شجاعته وصراحته، ولكننا نتساءل في نفس الوقت.. اذا كان معالي الوزير لا يعرف نسبة البطالة في السعودية فمن الذي يعرف؟ واذا لم تكن هناك قاعدة بيانات بعدد العاملين وعدد المتعطلين في المملكة فكيف ستضع الوزارة خطتها لمواجهة ظاهرة البطالة التي يشعر بها الجميع ويعرفها الجميع وتكتب عنها الصحف كل يوم ومنها ما كتبه الاستاذ داود الشريان في «الحياة» يوم 28 سبتمبر الماضي وقال فيه ان حمى الوادي المتصدع كانت صاحبة الفضل في كشف حجم البطالة المتفشية بين السعوديين حتى تدافع مئات الشباب للعمل في وزارة الزراعة للفوز بوظيفة مؤقتة في فرق مكافحة حمى الوادي بمرتب مقطوع لا يزيد على 400 دولار في الشهر وهو مبلغ ـ كما يقول الكاتب ـ يرفضه العامل الآتي من افقر بلاد آسيا.

ان البطالة حقيقة واضحة للعيان.. ظاهرة لا يمكن اخفاؤها بالكلام او البيانات غير الدقيقة.. وليس عيبا ان تكون في المملكة ظاهرة بطالة، فهي ظاهرة عالمية وتحدث في اكثر الدول تقدما. ففي امريكا بطالة وفي انجلترا والمانيا وفرنسا، ولكن في هذه البلاد يعالجونها بطرق علمية، واول هذه الطرق توفر قاعدة معلومات دقيقة عن عدد خريجي الجامعات وغيرها من مؤسسات التعليم وعدد الوظائف المتاحة في الحكومة والمؤسسات والشركات.. ومدى حاجة العمل الى انواع التخصصات المختلفة، وضرورة توجيه التعليم بحيث يغطي التخصصات المطلوبة الى آخره.. لهذا فإن هذه الدول تصرف اعانة بطالة لكل متعطل او متبطل لان لديها بالطبع بيانات دقيقة عن هؤلاء.

اما ما قاله معالي الوزير عن ان في السعودية 5 ملايين فرصة عمل هي التي يشغلها حاليا ضيوفنا من مختلف بلاد العالم، فمعالي الوزير يعرف قبل غيره ان اكثر هذه الوظائف لا يقبل بها السعوديون على الاقل في المستقبل المنظور، اما اعتبار هذه الوظائف شاغرة وصالحة للسعوديين فاستسمح معالي الوزير ان اعيد نشر هذا الخبر بلا تعليق!