الشعراء في إخوانياتهم

TT

شنت السلطات العراقية في السبعينات حملة ضد شيوع موضة التنورات القصيرة (المني جوب) وراحت تطارد الفتيات في الشوارع تعتقلهن آنا وتصبغ ارجلهن بالبوية آنا آخر.

أمر بالحملة وزير الداخلية صالح مهدي عماش. كان الجواهري في براغ وسمع بالحملة واستاء منها، فكتب قصيدة فلسفية طويلة بعث بها إلى صاحبه الشاعر الآخر مهدي عماش يعاتبه فيها على الحملة، بدأها بالتعبير عن شوقه لصاحبه فقال:

أأبى هدى شوق يلح ولاعج يذكي الشغافا شوق المبارح لم يغيره البعاد، ولا تجافى يصفيك محض وداده حر يصافي اذ يصافا البيت الأخير جوهرة بلاغية محضة من جواهر الجواهري على نسقه الكلاسيكي الاصيل، ولكنه لا يلبث حتى ينطلق ليعاتب اخاه الوزير الشاعر:

نبئتُ انك توسع الازياء عتاً واعتسافا تقفو خطى المتأنقات كسالك الأثر اقتيافا وتقيس «بالأفتار» أردية بحجة ان تنافى ماذا تنافي؟ بل وماذا؟

ثم من خلق ينافى؟

حوشيت ـ انت ارق حاشية ولطفاً وانعطافا وأشد لصقاً بالحجى والد بالعدل اتصافا اترى العفاف مقاس أقمشة؟

ظلمت اذن عفافا هو في الضمائر لا تخاط ولا تقص، ولا تكافى من لم يخف عقبى الضمير فمن سواه لن يخافا يمضي الجواهري متغزلاً بجمال المرأة ورشاقتها حتى ليعاف الجنة لو خلت منهن ويذكر صاحبه بأن اللّه قد اعطاها كل ذلك الجمال والجسد. ورد عليه عماش بقصيدة ضمنها الكثير مما قاله الجواهري فقال بذات الوزن والقافية:

لاحٍ سقانيها سلافا ورمى بها غيدا لطافا نبئت اني اوسع الازياء عتاً واعتسافا ثم يمضي ليعلل أوامره بالإشارة إلى أحوال امتنا:

فعلام نمرح والسويس تدك بالنار انقذافا للاجئات المقبلات الطول اولى ان يضافا «راشيل» تضربنا رصاصأ دمدماً غدراً بيافا و«الموشي» يغترف الدماء القانيات بها اغترافا وشبابنا يتخنثون «خنافساً» هوجاً عجافا انا نريد مآثراً لا قصر اردية كفافا نبغي من النسوان تربية البراعم والعفافا سلها، ايعجبها المخنفس ان يزف لها زفافا؟