لبنان.. الوجود السوري

TT

لا يستطيع أحد ان يزايد على نواب لبنان في أي مطلب يتعلق ببلدهم، ولسنا في مجال اعطاء النصيحة للبنانيين الذين عانوا ما عانوه طيلة السنوات الماضية.

لكننا نشفق على لبنان واللبنانيين من طرح قضية الوجود السوري بطريقة تسيء الى لبنان والى سورية ولا تجد صداها سوى لدى الانعزاليين اللبنانيين الذين ما زالت عقلية السراديب الطائفية تستهويهم وتحدد سلوكهم السياسي.

نعم للانسحاب السوري من لبنان فهو مطلب محق للبنانيين اذا رأوا ان في ذلك الوجود ما يتعارض مع استقلالهم وحريتهم، ولكن طرح الوجود السوري بالشكل الفج الذي طرح في جلسات البرلمان من خلال ربط ذلك الوجود بأحلام الاسرائيليين، بل باستخدام تعابير تل ابيب في وصف الوجود السوري، فهو أمر ليس في مصلحة لبنان وشعبه.

هناك طرق سياسية يعرفها السياسيون اللبنانيون في طرح قضية العلاقة السورية ـ اللبنانية، وهناك آليات سياسية لا تخفى على أحد لبحث هذا الملف بكامله بما فيه انسحاب القوات السورية من لبنان، والوجود السوري في لبنان سببه معروف، ولكن أحد اسبابه نفاق بعض السياسيين اللبنانيين الذين يتحدثون في مجالسهم الخاصة غير ما يقولونه في العلن، ورغبة بعض السياسيين في طرح قضية الوجود السوري في حفلة المزايدات الوطنية، وخاصة في اوساط الانعزالية الطائفية التي اختصرت لبنان وتاريخه في «زاروب» صغير لا يعيش ولا يعتاش إلا على اختصار الوطن بطائفة او حزب او زعيم.

من حق اللبنانيين ان يحددوا مستقبلهم بحرية، لكن برميل الغاز المنفجر في الشرق الأوسط يستحق القراءة بكثير من الوعي حتى لا ينطبق على لبنان ذلك المثل العربي الذي يقول «ربما أراد الاحمق نفعك فضرك».