نهائي يعيد التفاؤل

TT

ربما لن أجد وصفا ابلغ لهذه البطولة العربية التي شارفت على نهايتها واختارت فريقي النصر والهلال السعوديين للعب على كأسها، من تسميتها لكثرة الاسقاطات السلبية العامرة بالاختلافات والاحتجاجات.

واذا ما تسنى لي ان أعيد ترديد الحقيقة البائسة التي تفضي الى ان سوء السلوك قد طغى على العرض المهاري، فاني اقيل نفسي من عثرتها حين وجدت في دور نصف النهائي ما منحنا بعضا من تفاؤل، انطلق من قوة المنافسة وتجلي المنهجية العاقلة، والتقنية المهارية الملفتة للنظر، وان كانت مواجهة الهلال بالمحمدية المغربي قد هددت بالسقوط في فخ سوء الادارة التحكيمية كنتاج لما وقع من ذلك الحكم الذي عني بها حينما اجاز مخاشنات مثيرة للجدل، بل انه كاد ان يسقط في المباراة شر سقطة بعد ما سمح للاعب المحمدية ان يسدد في العارضة الهلالية بعد ان عدّل كرته بيده امام مرأى الجميع وهو معهم.

وبعيدا عن ذلك فالحق ان الامر بدا وكأن الفرق الاربعة المتأهلة المحمدية والعربي الكويتي والنصر والهلال السعوديان، ارادت ان تنتزع من صدورنا ذلك الفزع الدفين وتلك الضآلة والقزمية التي كانت عليها مواجهات المرحلة الاولى من البطولة بادوارها الخمسة، فكان اداء ذلك الرباعي رائعا إلا انه ورغم روعته لم يكن قادرا على ان ينسينا مأساة الوحدات الاردني والاتحاد القطري! وحتى لا تأخذنا الاحداث السابقة كثيرا نجد انه من المناسب ان نبحث في خفايا لقاء القمة الليلة، لاؤكد ان تنافسهما العتيد سيفضي الى ويلات كثيرة ستصيب الخاسر حتى لو كانت هزيمته نتاج ركلات ترجيحية او لحظ لم يتسن. اما لماذا؟ فلأن واقع الهلال والنصر قد تعود على استحضار الضحايا بعد كل خسارة، فلن يكون بمقدور احد ان يحمي الحكم واللاعبين والمدرب حين الخسارة، وبلا شك ان الاستئثار بالسلامة سيخص الاداريين.

اما الاعلام المحلي المنتمي مؤازرة فسيكون كحال اشعب يطلق كذبة ثم لا يلبث ان يصدقها، وكما تعودنا فان الاثارة الغير المنطقية ستجره الى تجاهل الواقع والعقلانية.

ما أشرت اليه ليس تهكما او سخرية بل هو واقع معاش، والحقيقة ان الاماني تظهر كي يكون تلاقي هذين المتنافسين العتيدين لاول مرة في نهائي بطولة خارجية طريقا للتطلع نحو خصائص تنافسية جميلة، يكون الميدان منطلقا لها والاداريون داعما لها، والاعلام معينا لها، والجماهير صدى لها، ينبذ من خلالها ما يخرج عن الروح الرياضية، وما يعكر علاقة الناديين ويرمي من قاموسهما توقع الحقد والشعور بالكيدية.

ايضا الاماني بأن يخرج مسؤولو الفريقين من اطار السطحية والركض وراء التوافه كأن نستبق التوقع بمحاباة الحكام واسقاطات جمهور مَنْ اكثر، وايهما هو الذي حضر؟! لتكن هذه المواجهة الكبرى المنعطف الذي نبحث عنه لتزيد من قيمة المنافسة بينهما وترفعها الى مراتب افضل سلوكا واداء وتعاملا.

وتظل الاماني ايضا مرتبطة بان تكون الجماهير التي تعودت موأزرتهما بكثافة، حاضرة اليوم لان غيابها طال، وهما يستحقان موأزرتها.