تصعيد إيراني

TT

لن تساعد المواقف الايرانية المتشددة في مسألة الجزر المتنازع عليها مع دولة الامارات العربية في حل المشكلات العالقة في الاقليم الخليجي، ولا يمكن ان نفهم تصريح الناطق باسم الخارجية الايرانية بان لايران «سيادة ابدية» على الجزر إلا تصعيدا غير مبرر للموقف وتأزيما للعلاقات السياسية بين ايران ودول الخليج في وقت تشهد فيه هذه العلاقات تطورات ايجابية لصالح شعوب المنطقة.

علاقات ايران مع دول الخليج العربية وصلت الى مرحلة متقدمة، ولولا مشكلة الجزر لكانت هذه العلاقة نموذجا اقليميا يمكن ان يساعد على تسريع التنمية وإبعاد شبح الحروب والكراهية من البحيرة الخليجية، واقامة شراكة اقتصادية حقيقية بين كل دول المنطقة ولصالح الجميع.

السياسة الحكيمة التي تتبعها ايران في كثير من القضايا تسير باتجاه معاكس في ما يتعلق بمسألة الجزر، حيث التصعيد ورفض الحوار هو السمة الاساسية للسياسة الايرانية.

اثبتت تجارب التاريخ ان التصريحات والتصعيد الاعلامي والحديث المتشنج عبر وسائل الاعلام لا يحل مشكلة، بل يخلق مشكلات. وليس امام جمهورية ايران الاسلامية الا التوقف عن سياسة الحرب الاعلامية التصعيدية، والتفكير جديا في الدبلوماسية الهادئة، واللجوء الى الغرف المغلقة، والاتصالات السياسية والجلوس في النهاية إلى طاولة مفاوضات بأوراق مكشوفة وعقول مفتوحة، اما غير ذلك فهو تسميم للوضع الاقليمي وعودة الى الوراء في العلاقات الايرانية ـ العربية التي قطعت شوطا كبيرا.

ايران تتحدت دائما عن مؤامرات الدول العظمى، وتدخلها في شؤون المنطقة، وعلى ايران ان تدرك ان علة الوجود الاجنبي هي المشكلات الاقليمية العالقة، وان غياب الشعور بالثقة بين الدول الكبيرة والصغيرة في اقليم الخليج يجعل هذه الدول الصغيرة تعيش حالة من القلق في التعامل مع جيرانها واشقائها، وعلى ايران ان تثبت صدق النيات وان تتوقف عن التصريحات الاستفزازية والحدية وان تتذكر ان اكبر المشكلات في التاريخ السياسي حلت بالمفاوضات وليس بالتصريحات الاعلامية.