فلسطين وإدارة بوش الجديدة

TT

ليس من الواضح ما اذا كانت الجهود الاخيرة لترتيب محادثات بين اسرائيل والقيادة الفلسطينية ستؤدي الى اية نتائج.

واحدى النظريات هي ان المحادثات المقترحة، التي ستعقد في واشنطن، ربما تصبح مجرد فرصة لالتقاط الصور لبيل كلينتون وهو يستعد للخروج من البيت الابيض. تخيلوا المشاهد التلفزيونية تظهر «بيل صانع السلام» يناضل من اجل تسوية الصراع العربي ـ الاسرائيلي الى آخر ساعة له في البيت الابيض.

والنظرية الثانية هي ان رئيس وزراء اسرائيل المحاصر ايهود باراك، اكبر احباط سياسي في الحقبة الحالية، يريد المحادثات كوسيلة لدعم موقفه الضعيف في الانتخابات القادمة. ولنتخيل مرة اخرى المشاهد التلفزيونية التي تظهر باراك «بطل الحرب والسلام» يبذل كل ما في وسعه لاطفاء لهيب الغضب الفلسطيني.

والنظرية الثالثة هي ان الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، الذي يشعر بالقلق بخصوص التأثير الاقتصادي للانتفاضة على شعبه، يبحث عن وسيلة للخروج من هذا المأزق.

الامر اللافت للانتباه هو ان كل هذه النظريات تشير الى حقيقة واحدة: ان القضية الفلسطينية، لا تعامل ابدا كما يجب ان تعامل: تطلعات امة بحثا عن الكرامة والاستقلال.

لقد كانت عملية السلام، عندما بدأت في مدريد، تملك اجندة واقعية تدور حول قرارات الامم المتحدة المعنية. وكان لعملية مدريد اهداف واضحة ووسائل دقيقة. ولم تكن تهدف الى ان تصبح فرصة لالتقاط الصور.

وبعد عام 1993، تم تحويل العملية الى عدد لا يحصى من العروض الجانبية بأهداف متنوعة وغامضة. وتحولت الى لعبة دبلوماسية، الدور الرئيسي لها دار في جو سري. وسمحت لشخصيات مشكوك فيها مثل اسحق رابين وشيمعون بيريس بالحصول على جائزة نوبل للسلام. وقدمت لبيل كلينتون شعار «صانع السلام» الذي كان يسعى اليه دائما على امل الفوز بجائزة نوبل للسلام. كما سمحت لعرفات بمشاركة جائزة نوبل واستعراض حرس الشرف في مطار غزة تحت عيون القوات الاسرائيلية. وفي الوقت ذاته، كانت المشكلة الرئيسية، اي الحاجة الضرورية للدولة الفلسطينية، تتراجع للوراء.

ومع اقتراب تولي الادارة الاميركية الجديدة السلطة فربما يكون من الممكن احياء عملية مدريد، وإن كان ببعض التغيرات التي يمليها الزمن. ان اي عرض للسلام قبل تولي الادارة الجديدة السلطة يمكن ان يصبح مجرد ممارسة للذاتية.

ويجب القول ان الشعب الفلسطيني ليس له مصلحة في الاحتفال بوداع كلينتون او مساعدة باراك على الاستمرار في حكمه الكارثة. ان على القيادة الفلسطينية السعي لمفاوضات جادة بخصوص القضايا المحددة انطلاقا من مبادئ مدريد.