خطر أوسلو الثانية

TT

الفلسطينيون سيدخلون نفق اوسلو جديدة، اذا اضاعوا وقتهم في قراءات مغالية للتسريبات الاسرائيلية المستمرة حول امكانية نجاح شارون في الانتخابات، وحول تخلي الادارة الاميركية الجديدة عن خيار السلام على المسار الفلسطيني الاسرائيلي لصالح المسار السوري.

الاسرائيليون ناجحون في مثل هذه التسريبات والتي تستهدف اقناع الفلسطينيين بانه لا امل لهم في مفاوضات، وبأن شارون من ورائهم، وانشغالات الادارة الاميركية الجديدة في ترتيب اوراقها من امامهم، وانه لا امل لهم الا الموافقة على اتفاقية جديدة ستكون نسخة معدلة من اوسلو.

نجاح شارون او باراك يجب الا يكون الشغل الشاغل للفلسطينيين، فلديهم اوراق ضغط من خلال انتفاضتهم هي اكبر من تكتيكات حزبي العمل والليكود، ونجاح شارون لن يؤدي اذا سار في برنامجه المعلن الا الى مزيد من عزلة اسرائيل ومزيد من تورطها، وقد يؤدي ذلك الى اشتعال جبهات جديدة ستكون لبنان اولها ولن يعرف آخرها.

الادارة الاميركية الجديدة تحتاج الى اشهر لترتيب اوراقها، واصلاح ما دمرته سياسات اولبرايت المنحازة لاسرائيل وسيكون اكبر دفع للعملية السلمية هو انشغال الفلسطينيين في ترتيب اوراقهم، وتحسين مواقعهم التفاوضية على الارض من خلال مزيد من رص الصفوف في الجبهة الفلسطينية، ومزيد من النجاحات التي ستجعلهم في وضع افضل.

اسوأ ما يمكن ان يفعله الفلسطينيون، هو ما تعود العرب على فعله وذلك هو الانشغال بالتسريبات الاسرائيلية التي تصل الى حدود الكذب المفضوح الذي يصل الى تسريب استبيانات للرأي العام الاسرائيلي لا تعكس الواقع بل تعمل على بلبلة الموقف الفلسطيني.

الفلسطينيون في موقع قوة منذ الانتفاضة حتى الآن بعد فشل كل سياسات اسرائيل في تركيعهم، وعلى القيادة الفلسطينية ان تتصرف بروح الثقة بالناس وبامكانياتهم، وعدم الرجوع الى المربع الاول. فظروف اوسلو الاولى لم تعد قائمة، وفرض الشروط على الفلسطينيين لم يعد بالامر السهل، والمهم الا يربح الفلسطينيون على ارض الواقع ويخسرون على طاولة المفاوضات.