بصراحة ولكن بصراحة!

TT

وصلت إلي هذه الرسالة من الأخ الصديق سيد المصري، يتناول فيها بعض اشخاص الأمة العربية، وقد اضطررت آسفا الى اختصارها اختصارا شديدا حتى تتسع مساحة الزاوية لها.. فلعله يغفر لي ولكن ما باليد حيلة.

اخي العزيز عبد الله باجبير: اذا سمحت لي.. يسعدني ان ادعوك لتناول فنجان الصباح معاً على شرف مقالتكم «الارهاب والكباب». وارجو ان تقبل المناقشة بصدر رحب اثق انك أهل له.

للأسف مشكلة «اسرائيل» أعمت أمتنا العربية ـ بصرا وبصيرة ـ منذ اعلان وعد «بلفور» 1917 حتى اليوم تصور امة بطولها وعرضها تسير عمياء قرابة قرن كامل من الزمان، ذلك الزمان الذي يقاس اليوم «بالفيمتو ثانية» لا قيمة له في اي قاموس عربي، شخصيا كان أم عاما ـ انه لا يجب أبدا ان نضع هذه الأمة في عداد الأمم ـ تعاطفنا الأعمى مع قضيتنا افقدنا الرؤية الصحيحة ـ ارجوك المزيد من الصبر فقد انفلت زمام صبري ولم أعد قادرا على السكوت ـ نحن العرب يا أخي «باجبير»، صانعو مشكلة «فلسطين»، لأننا لم نتحرك بجدية، وبخطة واعية للتصدي لاعلان وعد «بلفور»، ذلك الوعد الخطير الذي قابلناه بالهزل والسخرية ـ نحن العرب يا اخي «باجبير» الذين اوجدنا بيننا وفينا دولة «اسرائيل»، لأننا لم نحسن اتخاذ موقف مواجهتها منذ ان كانت نبته شيطانية صغيرة ضعيفة، في وسط النخيل واشجار الزيتون ـ نحن العرب يا اخي «باجبير» الذين جعلنا من «اسرائيل» قوة ترعبنا اليوم ليس إلا بسبب ضعفنا ونحن قوة، وتفرقنا ونحن أمة، وتقاتلنا ونحن اخوة ـ وثق تماما ان يهود الدنيا كلهم لم يبذلوا ولم يخسروا ما بذلناه وما خسرناه من اجل بناء هذه الدولة التي قلبت الموازين رأسا على عقب، حيث صارت عملاقا بعد ان كانت قزما، وصرنا نحن العرب اقزاما بعدما كنا عمالقة.. بصراحة برافو «اسرائيل»، وارجو ان نردد هذه العبارة مع كل فنجان شاي، سواء في الصباح ام في المساء، سواء مع كباب او مع عيش حاف، لعلنا نصحو، لعلنا نكون، لعلنا نستطيع استفزاز الكبرياء العربية فنوقظها من نومها ونفيقها من سباتها.

انني اتمنى ان نتفاعل مع قضايانا تفاعلنا مع مباراة كرة قدم، تفاعلنا مع مسلسل تلفزيوني او فيلم سينمائي حتى يا رب حلقة مصارعة، المهم نتفاعل، نتحرك، نقول ليه إحنا دايما مهزومين ومضروبين، فاذا عرفنا الحقيقة اصبح الطريق الى النصر اسهل واسرع.