بوش يستنهض القيم الروحية

TT

التقى وفد يمثل الطوائف الدينية في الولايات المتحدة الاميركية بالرئيس الاميركي المنتخب جورج ووكر بوش في الشهر الماضي بمدينة اوستن في ولاية تكساس الاميركية، وذلك لمناقشة القضايا المتعلقة بتفعيل الحوار بين الاديان داخل المجتمع الاميركي في المرحلة المقبلة. وكان من بين اعضاء هذا الوفد الديني الاميركي الشيخ حسن قزويني إمام مسجد المركز الاسلامي في ميشغان، وهو احد أقدم المركز الاسلامية واكبرها في الولايات المتحدة الاميركية. كما كان الشيخ قزويني العضو المسلم الوحيد في هذا الوفد الديني المكون من 25 من القيادات الدينية من جميع انحاء البلاد.

وحرص الوفد الديني الاميركي عند لقائه بالرئيس الاميركي المنتخب بوش على مناقشة تصوراته في كيفية تفعيل الحوار الديني داخل المجتمع الاميركي والادارة الاميركية الجديدة.

وكان بوش مهتما في هذا اللقاء بسماع القضايا التي تهم القيادات الدينية الاميركية، حيث بادرهم قائلاً: «أنا هنا لأستمع إليكم وأسمع منكم. اذ انني اتعامل مع القانون وانتم تعالجون القلوب. فأريد ان أجمع بين الاثنين من اجل دفع زخم مسيرة اميركا الى الأمام». وناقش هذا اللقاء قضايا متعلقة بالفقر وارتفاع معدلات الجريمة في اميركا. كما تطرق النقاش الى الخطط المستقبلية لتقديم الدعم المادي للمؤسسات الدينية العاملة في المجالات الانسانية والخدمة المدنية من قبل الحكومة الاميركية. فالقوانين والنظم الحالية تستثني المؤسسات الدينية من المساعدات الحكومية.

وقال الرئيس الاميركي المنتخب جورج بوش (الابن) انه يفكر جديا في انشاء مكتب ليعمل كمنسق بين البيت الابيض والمؤسسات الدينية من أجل توحيد الجهود وتحقيق الاهداف المرجوة.

وعبر الشيخ قزويني في هذا الاجتماع عن الحاجة الى تعيين مسلمين اميركيين في الادارة الاميركية الجديدة. وقال مخاطبا الرئيس بوش: «طالما انك تحاول بناء جسر لسد الفروقات والفجوات بالوصول الى مجتمعات الاقليات الاميركية، فانك في حاجة للوصول الى المسلمين الاميركيين. فان اميركا هي بلد لستة ملايين مسلم، ما زال تمثيلهم في الحكومة غير موجود». كما ان الشيخ قزويني لقت انتباه الرئيس بوش الى الاعداد الكبيرة من المسلمين الاميركيين الذين شاركوا في الانتخابات الاخيرة، وان نسبة كبيرة منهم صوتت لصالحه.

وكان الرئيس بوش يستمع باهتمام لهذه الاقتراحات، ولاحظ ان هناك بالفعل حاجة الى اشراك كل الاميركيين في اجراءات صناعة القرار.

اخلص الى ان لقاء الرئيس الاميركي المنتخب بوش بالمنظمات والمؤسسات الدينية يشكل نقطة البداية في توجه جديد للادارة الاميركية الجديدة للاهتمام بالشأن الديني. كما اننا نأمل ان يكون هذا اللقاء بداية طيبة لاشراك المزيد من المسلمين الاميركيين في صناعة القرار في المرحلة المقبلة. ويشكل هذا اللقاء ايضا مبادرة طيبة تعكس اهتمام الرئيس بوش بأهمية الدور الديني في معالجة المشاكل الاجتماعية التي يعاني منها المجتمع الاميركي، ولذلك يريد ان يفعِّل دور الكنائس والمعابد والمساجد في حركة اصلاح المجتمع الاميركي بترسيخ القيم الروحية والاقلال من القيم المادية التي طغت في كثير من المجتمعات الغربية.

من هنا نتوقع ان تدعم الادارة الاميركية الجديدة المنظمات والمؤسسات الدينية، بما فيها المنظمات والمؤسسات والمراكز والمجالس الاسلامية الاميركية، دعما يمكنها من اداء رسالتها، ومن ثم المساهمة الفاعلة في تنقية المجتمع الاميركي وانقاذه من مخاطر وشرور غياب القيم الروحية فيه.