مطلوب استمرار التوتر

TT

تصريحات عدي صدام حسين حول الكويت ليست موقفا شخصيا ولكنها نهج مرسوم لنظام بغداد. فخلال اربع وعشرين ساعة وبعد تصريحات عدي جاء كلام طه ياسين في القاهرة الذي قال فيه ان رأي عدي يمثل رأيا فرديا، ولكنه اضاف ما هو اخطر من ذلك، وهو ان 99% من العراقيين يؤيدون عدي، وبالتأكيد لا بد ان يكون طه ياسين احدهم. طارق عزيز يسير على نفس النهج، فبعد هجوم مرير ضد الكويت والسعودية يقوم بالتفرقة بين «دول» عربية، وبين «الاعراب» وهم السعودية والكويت، وواضح ان مفهوم الاعراب يعني البدو الرحل الذين لا يتعاملون مع الحدود الجغرافية.

اذا كان العراق يتحدث عن اعدائه، فماذا بشأن دول مثل ايران وتركيا، اليس هناك حالة حرب بين ايران والعراق، الا يحتضن العراق جماعة مجاهدي خلق التي تطلق الصواريخ على المدن الايرانية، وماذا بشأن تركيا، فمعروف ان معظم الطلعات الجوية التي تستهدف العراق تنطلق من القواعد التركية، كما ان الجيش التركي موجود بشكل واضح في شمال العراق ويشن حملات منظمة يشترك فيها مئات الآلاف من الجنود الاتراك.

تركيز النظام العراقي على الكويت والسعودية يستهدف استمرار حالة القلق والتوتر في المنطقة، فنظام بغداد هو نظام ازمة، وهو لا يستطيع الاستمرار في الظروف الطبيعية، لان مثل هذه الظروف تضع على كاهل النظام مسؤوليات اخلاقية وتنموية تجاه العراقيين وهو لا يستطيع ان يفعل شيئا، ففاقد الشيء لا يعطيه، وهو يستمر باستخدام الشعارات الكبيرة وعلى رأسها تحرير فلسطين تغطية لانكشافه في ازمته الداخلية وعلى رأسها ازمة الحريات والكرامة للعراقيين.

ما يفعله النظام العراقي هو تأكيد على صحة ما كنا وما زلنا نقوله، بان هذا النظام يشكل خطرا على اهله وجيرانه، ومع الاسف فان الصوت الغائب في كل هذا العبث هو صوت العراقيين الذين يُجرّون بالآلاف الى مظاهرات التأييد للقائد «الضرورة» ويعيشون في المنافي على امتداد القارات يتابعون بعض اهلهم العرب الذين انشغلوا عن مأساتهم بدعم نظام بغداد، والذين يتحدثون عن العراقيين باستهانة واستخفاف عبر دعم جلاديهم والمتسببين في مأساتهم.