مشهد حزين في جاكرتا

TT

هل يكون الرئيس الاندونيسي عبد الرحمن واحد الزعيم الآسيوي الثاني الذي سيرغم على ترك منصبه هذا الشهر؟ سيعرف ذلك في جاكرتا اليوم بعد اعلان فريق المحققين الخاص في تهم الفساد الموجهة للرئيس عن نتائج تحقيقاته. اما الزعيم الآسيوي الاول الذي خلع من منصبه فهو الرئيس الفلبيني جوزيف استرادا، الذي استقال قبل بدء اجراءات خلعه بتهم الارتشاء والاختلاس.

غير ان التهم الموجهة لواحد ليست على نفس الدرجة من الخطورة. فهو متهم بتحويل 4 ملايين دولار من الاموال العامة الى احد اقربائه من خلال مشروع صوري. كما انه متهم ايضا بتسلم هدية من سلطان بروناي قدرها مليونا دولار، ولكن دون تقديم خدمة بالمقابل.

وعلى ضوء المزاج الناقم المتفشي في جاكرتا اليوم، يواجه واحد جديا خطر الاطاحة به إن أدانه تقرير فريق المحققين. اذ لا يملك حزبه اكثر من 10 في المائة من مقاعد البرلمان الذي سيحدد مصيره. وليس من سبب يدعو البرلمانيين من الاحزاب الاخرى، الذي ينتقد كثير منهم قيادة واحد على كل الاحوال، محاولة انقاذه من هذه اللحظة الحرجة.

وينطوي ما يجري في جاكرتا على قدر من الحزن لسببين على الاقل. اولهما ان النظام الجديد، الذي يعد واحد رئيسا شرفيا فيه، جاء الى الحكم بعد ثورة قضت على نظام فاسد آخر كان الجنرال سوهارتو يقوده. لهذا، لا بد وان الكثير من الاندونيسيين يعتقدون اليوم ان الفساد مرض عضال وعدو يعصف بحياتهم الوطنية، بغض النظر عمن يتسلم دفة الحكم في بلادهم.

اما السبب الثاني الذي يدعو للحزن فيرتبط بشخصية واحد نفسه. فهو الزعيم الديني الاشهر في اندونيسيا. وتضم نهضة علماء الاسلام، الحركة التي مولها والد واحد، 20 مليون اندونيسي على الاقل بين اعضائها بينهم معظم الزعماء والواعظين الدينيين في البلاد. وكان هذا الحزب نجح في الانتخابات التي جرت قبل عامين في الحصول على حوالي 10 في المائة من اصوات الناخبين، ليحل واحد في المرتبة الثالثة. بيد ان الخيار وقع عليه ليصبح رئيسا للبلاد، على أمل ان تشكل خلفيته الاسلامية قاعدة اخلاقية لعهد ما بعد سوهارتو ونظامه الفاسد.