رسائل مارلين

TT

على ذمة رسائل ومحادثات من مارلين مونرو لاختها يعرضها «سوذبيز» في المزاد العلني في مارس (آذار) القادم، فان نجمة الاغراء في الخمسينات والستينات من القرن الماضي سألت اختها ـ غير الشقيقة ـ ميركل: ما هو افضل جانب يحبه الرئيس الاميركي جون كيندي في الوجه ام القفا؟ وجاء الجواب: المؤكد انه يحب قفاك اكثر.

وبناء على هذه النصيحة الأختية اختارت مارلين مونرو الفستان المشقوق من الظهر وليس المشقوق من الامام، وهو الفستان الذين غنت فيه «عيد ميلاد سعيد يا رئيس»، وبيع قبل عامين بقرابة المليون دولار. وتبيع اخت مارلين مونرو الرسائل المتبادلة مع اختها لتؤسس بثمنها منحة للطلاب والطالبات الفقيرات، وهذا هدف راق ومحترم، مهما كان رأيك في الأختين لأن من يحيل مآسيه ومشاكله الشخصية الى وسيلة لحل مشاكل الآخرين يثبت انه يستوعب الدرس الانساني الذي منحته اياه التجربة. وكانت تجربة الاختين في غاية القسوة، فقد تركت الأم المصابة بانفصام الشخصية مارلين في ملجأ للأيتام واعطت الثانية لوكالة للتبني، سلمتها الى اسرة من حسن الحظ انها كانت جيدة لانها عملت لاحقا على الجمع بين ميركل ومارلين، فأحست الثانية ان لديها اسرة تحبها، ويمكن ان تلجأ اليها عند الشدائد.

وقيمة هذه الرسائل تظهر في جواب اعطاه برادلي ستيفن مؤلف كتاب «السنوات المبكرة في حياة مارلين»، فقد سأله جون هارلو من صحيفة «صنداي تايمز» البريطاينة التي نشرت جوابه امس عن اهمية الرسائل؟ فقال وهو الخبير :انها ستجبر المؤلفين على النظر الى شخصية مارلين على ضوء جديد، فالرسائل تظهر انها كانت مرحة ومحبة للحياة ولدفء العائلة ولها صداقات، وهي صورة تختلف تماما عن الصورة التي نعرفها عن مارلين مونرو في ألوف الكتب التي تم تأليفها عنها، وهي الفا وخمسمائة كتاب حسب آخر احصائية للعام الماضي. ان عقدة مارلين كما تقول اختها انها لم تستطع انجاب طفل يملأ عليها حياتها فقد حاولت ذلك مع زوجها الاول جيم دورتي حين كانت مجرد مراهقة. وكررت التجربة مع هنري ميللر ثم مع زوجها الثالث لاعب البيسبول جود وماجيو، وفشلت في تلك المحاولات جميعها، وهناك من يفترض على صعيد مخالف ان المخابرات الاميركية قتلتها لانها كانت تحمل في احشائها بذرة من الرئيس الاميركي كيندي او من شقيقه لانها كانت في حالة وئام مع الاثنين.

وهذه مجرد فرضيات لا تختلف عن فرضيات اسباب اغتيال كيندي نفسه، فهي بالمئات وليس هناك اي دليل يثبتها، وبذا تظل مجرد ثرثرة لتزجية الوقت عكس الرسائل الشخصية التي تحمل طابع كاتبها وتعطي صورة واضحة عن نفسيته واسلوب حياته وطريقة تناوله للأمور وللناس من حوله.

ولا أحد يعرف لماذا سكتت الاخت كل هذه السنوات، ولم تتدخل لتصحح المعلومات الواردة في ألوف الكتب عن اختها، فهناك شبه اجماع على انها كانت وحيدة وكئيبة ومن دون حب حقيقي او صداقات.

وربما يكون ميللر هو الذي زرع هذه الفكرة عنها، فقد تزوجها كما قال لينقذها من تعاستها، ثم طلقها لانه لم يستطع اسعادها، وكتب لها بعد ان ـ ماتت او اميتت او انتحرت ـ رسائل حب تذكر برسائل عيد الميلاد التي كتبها شاعر البلاط الملكي البريطاني السابق تيد هيوز لزوجته الشاعرة الاميركية سيلفيا بلاث التي انتحرت هي الاخرى ـ كما قيل ـ نتيجة لاحساس مكثف بالاحباط والوحدة بعد هجران الزوج الشاعر لها.

وكل هذه القصص تصلح لتسلية الكبار، واستدرار الدموع من عيون المراهقين ويظل بعد كل الدموع والابتسامات والحكايات ما ينفع الناس، وقد فكرت اخت مارلين مونرو بما يفيد الغد، فهذا افضل من البكاء على احداث الماضي.