البقاء للأجمل!

TT

قالوا ان البقاء للاصلح. وقالوا ان البقاء للاقوى، ولكن الابحاث والاحصاءات تقول ان البقاء للاجمل سواء في عالم الرجال او عالم النساء.. وللاسف فإن الانسان لا يستطيع ان يصبح جميلا بمزاجه... فهو ينزل الى الحياة يحمل هذه الهبة او لا يحملها.. وكل ما يمكنه عمله اذا كان جميلا ان يستفيد او يستغل هذا الجمال في الكسب الاجتماعي او الاقتصادي او حتى السياسي.. فاذا لم يحصل على تلك الموهبة، فهو يحاول ان يتقرب اليها او يقترب منها او يضيف الخصال الطيبة والاخلاق الحميدة عوضا عنها.

وتقول د. نانسي اتيكوف اخصائية علم النفس والاستاذة بجامعة هارفارد ان المرأة تكافئ او تعاقب لجمالها.. والمكافأة معروفة فهي الاعجاب والتقرب والمديح، اما العقوبة فهي محاولة غير الجميلات التشنيع عليها والطعن في سلوكها وإبعادها عن الرجال ـ خاصة المتزوجين ـ حتى لا تغويهم او تغريهم.

وتقول اتيكوف ان الاهتمام بالجمال قديم، فقد وجد منذ وجد الانسان.. كما ان الاهتمام به يوجد منذ مولده، فالام ترعى طفلها الجميل وتحيطه بالرعاية والاهتمام وتفخر به في المجتمعات.. وما يكاد هذا الطفل ينمو شابا جميلا حتى يجد الآخرين ـ خاصة الفتيات ـ يتعاملون معه بلطف، ويتقربون منه، ونحن نلاحظ اقبالنا على الحديث مع اصحاب الجمال سواء من النساء او الرجال.. فالطلعة الجميلة تشعرنا بالارتياح ونظن ان هذا الجمال الخارجي خلفه جمال داخلي ايضا.. وهذا بالطبع ليس ضروريا.

وبالطبع فان الترويج للجمال الذي تقوم به وسائل الاعلام يعلي من شأن المرأة الجميلة فهي الممثلة والمذيعة وفتاة الغلاف وفتاة الاعلان.. وهي عارضة الازياء ومحط الانظار في المكتب والشارع وعلى البلاج.

ولكن هناك عقوبات يفرضها المجتمع على المرأة الجميلة.. منها ان الرجال يترددون في الزواج من الجميلات، فالمرأة الجميلة مكلفة كما يقولون ونرجسية في الاغلب.. وتثير نظرات الاعجاب من الرجال مما يضايق زوجها او يدفعه دون سبب الى تقييد حريتها.. كما ان المرأة الجميلة لا تجد الصداقة بسهولة فالمتزوجات يتجنبنها خوفا من تأثيرها على ازواجهن.. وغير المتزوجات يخشين ان يطفئ بريقها من حولها! ومن الغريب ان تقول اتيكوف ان اشهر الجميلات عشن شقيات وانتهين الى البؤس والضياع.. فهل البقاء للاجمل فعلا.. ام ان هذه «المقولة» تحتاج الى اعادة نظر!