أوسلو أم مدريد؟

TT

سقط اتفاق اوسلو، فليحيى مؤتمر مدريد! هذا هو مضمون الرسالة التي ينوي وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف ابلاغها الى رئيس الخارجية الاميركي الجديد كولن باول عندما يلتقيه في القاهرة نهاية الاسبوع الجاري.

وكان مؤتمر مدريد الذي عقد برعاية كل من واشنطن وموسكو عام 1992 تعرض للتهميش بعد فتح ياسر عرفات قناة تفاوضية سرية ثانية مع الاسرائيليين بمساعدة من النرويج. وهو ما اصبح يعرف بعملية اوسلو التي كان يفترض ان توفر مسارا اسرع لتحقيق السلام من مسار مدريد الذي طرح اقامة دولة فلسطينية وانجاز السلام الدائم خلال 15 عاما.

وسينطلق ايفانوف في محاججته من ان مسار مدريد، الذي يوفر قدرا اكبر من الشفافية ويبقي شيئا من الضغط الدولي على اسرائيل كان سيكون اكثر فعالية في تحقيق السلام من مسار اوسلو السري، اذ اضطر الفلسطينيون عبر مسار اوسلو الى مواجهة الاسرائيليين بمفردهم، ولهذا فانهم كانوا في موقف ضعيف. فضلا عن ان مسار اوسلو جعل من ياسر عرفات صاحب القرار الاول والاخير في الجانب الفلسطيني.

وهنا لا بد من التساؤل، هل يمكن احياء مسار مدريد؟ ولا بد من الاجابة على ذلك بالنفي. فقد تغير العالم منذ ان دشن الرئيس جورج بوش (الأب) وميخائيل غورباتشوف مؤتمر السلام في العاصمة الاسبانية. وبرزت حقائق جديدة على الارض، مثل السلطة الوطنية التي يقودها عرفات في غزة واجزاء من الضفة الغربية. علاوة على ذلك، انتخبت اسرائيل زعيما يحمل رؤية مختلفة لمكانتها في الشرق الاوسط ومستقبل علاقاتها مع جيرانها.

وربما يبحث ايفانوف عن وسائل لاحياء قدر على الاقل من النفوذ الذي تمتعت به موسكو ذات مرة في الشرق الاوسط. وهذا طموح مشروع، غير ان خلطه في قضية انجاز السلام الدقيق بين الاسرائيليين والفلسطينيين ربما لن يفضي لغير تعقيدها اكثر.

وقد تكون الادارة الاميركية المتخوفة من زجها في معمعة المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين في هذه المرحلة المبكرة من عمرها ميالة نحو اتباع نهج متلكئ. هذا رغم ان الاوضاع المتفجرة تستحق ان توليها واشنطن اهتماما مباشرا. لذا، من الواجب ان تركز رسالة باول على الحاجة الى العودة في اقرب فرصة الى طاولة المفاوضات ووفق اي مسار سالك الآن.