موضة شاهين

TT

لا أشك في أن يوسف شاهين مخرج كبير، وإنجازاته السينمائية «مفيش كده»، وجميع أفلامه على عيني ورأسي من فوق، واللي يقول غير كده فأنا مستعد أن «أطخّه في نافوخه» وأروح فيه في حديد.. لكن كل هذه ليست أسبابا كافية لكي نشاهد أفلام يوسف شاهين على مختلف القنوات العربية، الفضائية منها والأرضية.

شخصيا، اعتقد أنني شاهدت فيلم «عودة الابن الضال»، أكثر من خمس مرات في شهر واحد، والشيء نفسه بالنسبة للمهاجر، والمصير، واسكندرية ليه، واسكندرية كمان وكمان، واسكندرية عشان إيه، وإيش معنى اسكندرية، واسكندرية اجدع ناس، واسكندرية غصب عنكم، واسكندرية ماريّا واللي ما يعجبوش يشرب من المالح.

أما «حدوتة مصرية» فاعتقد أنه ضرب الرقم القياسي في عدد مرات العرض على شاشات التلفزيون، وبالذات في السنة الأخيرة.. وكل ما أخشاه، أن يفاجأ طلبة المرحلة الثانوية أثناء امتحانات آخر السنة الدراسية، بوضع أسئلة عن أفلام يوسف شاهين وبالذات فيلم «حدوتة مصرية». وإن كنت أحبذ أن يتم وضع أسئلة تتعلق بأفلام يوسف شاهين في اختبارات الذكاء، على أن يحصل الناجحون في الامتحان على درجة عبقري، شرط أن يقوم الاستاذ «جو» بتصحيح الامتحان بنفسه، باعتباره الشخص الوحيد القادر على معرفة الإجابة الصحيحة، ومن ثم تهنئة كل ناجح على طريقته الخاصة «برافو يا واد... أ... الله يخرب بيتك، إن.. إن.. إنت تالعلي (طالعلي) يا.. يا.. ابن.. ال....».

ترى لو لم يتم تكريم يوسف شاهين في مهرجان كان قبل سنوات، هل كنا سنشاهد كل هذه الحفاوة والتقدير والاحتفاء بشخصه عبر جميع الفضائيات العربية؟

أترك الإجابة لذكاء القارئ الذي مهما بلغ من ذكاء فإنه لن يقوى على فهم نصف فيلم من أفلام يوسف شاهين.