الزير سالم!

TT

** رسالة من القارئ الكريم محمد صالح الدهام يقول فيها: تناولت في عمودك يوم الجمعة الموافق 5/1/2001م، موضوعاً بعنوان «البوليس والثقافة» وهو يخص المؤلف والتأليف وفائدته.. اوافقك الرأي تماماً.. ولكن هل تساءلت يوماً وأنت تتناول المؤلف والتأليف ناقدا ومحللا عن وجود جهة تحارب الفساد في التأليف؟ اقصد بالفساد تزوير الحقائق التاريخية وتبديلها وفقاً لهوى الكاتب ومزاجه.. لا بد انه يردع كل من تسول له نفسه تزوير التاريخ فعندما اكتب قصة خيالية فانني حر في جميع تصوراتي المنطقية وغير المنطقية.. لكن الأمر يختلف عندما اتناول موضوعا يتعلق بتاريخ قبيلة عربية وهي من اكبر القبائل في نجد وأزيف فيه.. وأضيف اليه الخرافات والتصورات اللامنطقية.. فهذا الشيء مرفوض جملة وتفصيلا.. هذا ما تابعت احداثه في المسلسل اليومي «الزير سالم» الذي تعرضه احدى القنوات الفضائية (mbc) فأخونا المؤلف ممدوح عدوان، نسى انه يكتب عن احد أجداد «بني وائل» الذي نعتز به.. صحيح انه كان ظالماً في ثأره ولكن عندما كانت اعراف ذلك العصر قبل الف وخمسائة سنة تقريبا.. ولكن الاستاذ ممدوح عدوان أصر على انه مؤلف.. وانا اؤكد على كلمة مؤلف لأنه لم ينقل القصة كما هي مذكورة في التاريخ والكتب.. فالزير سالم لم يفقد الذاكرة واليمامة لم تجن ولم ينتصر البكريون عليه.. بل انتصر الزير سالم في جميع معاركه التي ظلت طوال اربعين سنة وفي النهاية قتله اثنان من العبيد الحرس لانهاء الحرب بعدما كبر وشاب وأكمل الثأر الجرو ابن كليب، حتى شتت شمل البكريين، ولكن المؤلف كتب النهاية حسب ما يمليه عليه هواه فنصر البكريين على الزير سالم أبو ليلى المهلهل والأكثر من ذلك فظاعة ما ذكره عن خطف ابنه!! وفي النهاية جعل نهاية الزير مذلة وأشبه بنهاية الجبان المتجبر.

وفي النهاية استاذي لا بد ان يعاقب كل من يزور حقائق تاريخية ثابتة لما فيها من قلب الامور رأساً على عقب.. فأنا قد اعرف الحقيقة.. ولكن ملايين المشاهدين قد لا يعرفون الحقيقة وتؤخذ وقائع هذا المسلسل على انها حقيقة وشكراً لحسن اصغائك.

*** نشرت رسالة الأخ محمد صالح الدهام كاملة تقريباً، وللأسف الشديد انني لم اتابع مسلسل «الزير سالم» الذي انتقده الصديق العزيز ولكني اريد ان اقول ان اكثر الملاحم الشعبية التاريخية لا ترقى احداثها الى مرتبة الحقائق الثابتة، فقد تناولتها الاجيال بالزيادة والنقصان بحيث لا تستطيع ان تجد فاصلاً بين الحقيقة والخيال فيها.. ولهذا فان كل مؤلف يتناول هذه السيرة من وجهة نظره.. ولعل الاستاذ ممدوح عدوان يرد على ما ذكرته في خطابك وشكراً.