من احداث الاسبوع

TT

* تعاني المانيا كمعظم دول اوروبا الغربية الآن من مشكلة جنون البقر. تفاديا لهذه العلة، قررت الحكومة الالمانية قتل 200,000 رأس. سمعت بذلك كوريا الشمالية فأبرقت الى برلين: «اعطونا لحمها!». كانت الطريقة الوحيدة لاطعام شعبها الجائع. لم يفكر احد في ما اذا كان جنون البقر سينتقل الى الشعب الكوري، فهناك لا احد يعبأ بالجنون. الدولة كلها من رئيسها الى شحاذيها مجانين. وافقت وزيرة الزراعة الالمانية السيدة رينيت كنسات على الطلب. ولكنها اشترطت ان تتولى الحكومة الالمانية توزيع اللحم على الناس لضمان المساواة في التوزيع وعدم استحواذ النخبة على اللحم المجنون. وهذا شيء طريف. حكومة رأسمالية غربية تشترط على حكومة شيوعية الالتزام بالمساواة. ألم اقل كل شيء يجنن في كوريا الشمالية؟ وبتوزيع لحم البقر المجنون على سائر الشعب بالتساوي، سيتم ضمان توزيع الجنون بالمساواة. وهو ما لم يحلم به حتى كارل ماركس.

* اوروبا الغربية تعاني من مشكلة اخرى غير جنون البقر. وهي جنون البشر، او على وجه الدقة جنون الحكام الذين اخذوا يشردون شعوبهم الى آخر ما في الدنيا من ماء او يابسة. اعيت مشكلة المهاجرين واللاجئين المتدفقين على الغرب السلطات الغربية في التصدي لتسلل هؤلاء المهاجرين. بيد ان بريطانيا واجهت في هذا الاسبوع مهاجرا من نوع آخر.

سمكة من فصيلة الصنور. وجدوها في بحيرة من بحيرات منطقة ساسيكس بجنوب انكلترا. ادركوا وجودها عندما لاحظوا انه لم تبق سمكة حية واحدة في هذه البحيرة. اكلها جميعا هذا الصنور الاجنبي، الذي حارت السلطات في جنسيته. ولكنني اميل الى الاعتقاد بانه من اهل البصرة، فلا احد يلتهم السمك بهذا الشره كالبصراويين. اكتشفوا انه في وجبة واحدة اكل 57 سمكة من سائر الانواع. ولبطولته هذه اطلقوا عليه اسم «هانيبال».

نجحت الشرطة مؤخرا باعتقاله وايداعه في بحيرة نائية خالية من السمك للتحقيق في هويته واصله قبل البت في منحه حق اللجوء السياسي والسماح له بالانضمام الى المعارضة العراقية.

* في مدينة سان فرانسسكو قررت البلدية اضافة عمليات تغيير الجنس الى بنود الضمان الصحي للسكان. يستطيع الآن اي واحد في سان فرانسسكو ان يذهب الى البلدية ويقول غيرت رأيي، اريد الآن ان اصبح امرأة. فيجرون له العملية اللازمة ويضيفون اسمه الى سجل الاناث. يستطيع بعد مدة قصيرة من معاشرة الرجال ان يعود الى البلدية ويقول لا! عيشة الحريم تسواش.. كلها هم وغم واستعباد.. اريد ان ارجع رجلا. يجرون له العملية ويعيدون له العضو المفقود وينقلون اسمه الى سجل الذكور. هذا كله تطور محمود في اطار حقوق الانسان والحياه الديمقراطية. ولكن الذي لفت نظري هذا التمييز العنصري بين الذكور والاناث. عملية تحويل الرجل الى امرأة تكلف البلدية 37.000 دولار بينما تكلف عملية تحويل المرأة الى رجل 77.000 دولار. يعني حتى في هذا الموضوع توجد وجاهة للرجال!