خيار غير موفق

TT

برنامج «ستديو الفن» الذي تقدمه محطة LBC هو أقدم وأهم البرامج الفنية المتخصصة في اكتشاف المواهب الواعدة، وبالذات في مجال الموسيقى والغناء. أما لبنان فهو بلد غني بكبار الفنانين، ولا أعتقد أن بلداً عربياً آخر يملك من المواهب المتخصصة في مجال الموسيقى والغناء، ما يمتلكه لبنان.

رغم كل ذلك ارتأى القائمون على محطة LBC والمسؤولون عن برنامج «ستوديو الفن» أن يشركوا الملحن المصري صلاح الشرنوبي ضمن لجنة التحكيم.. وهو أمر لم أفهمه لسببين: الأول هو أن لبنان لا يحتاج إلى الاستعانة بكفاءات فنية من خارج لبنان، فالفنانون اللبنانيون كالأخوين رحباني والياس الرحباني ومارسيل خليفة وبشارة الخوري وعبد الحليم كركلا ونداء أبو مراد، حققوا نجاحات تجاوزت العالم العربي بكثير.

أما السبب الثاني فهو وقوع اختيار القائمين على البرنامج على الملحن صلاح الشرنوبي.. وهو في رأيي ملحن محدود الامكانات ولا يمكن مقارنته بالملحنين والموسيقيين المبدعين في العالم العربي، وفي مصر نفسها.. فبلد تمتلك موسيقيين من طراز عمر خيرت وكمال الطويل وراجح داوود، لا يمكن أن يمثلها في الخارج ملحن محدود كصلاح الشرنوبي.

انني من أشد المتحمسين للتعاون العربي وللعمل العربي المشترك، خصوصاً في مجالات الفنون والإبداع، لكن شرط أن تتم هذه المشاركات بغرض الإضافة والاستفادة، وليس بغرض الدعاية أو منح العمل صورة قومية زائفة.. وملحن أهم انجازاته أغنية «بتونّس بيك» لا يمكن ان يكون حضوره إلى بلد عريق فنياً كلبنان، إضافة من أي نوع.

الحرص على إضفاء الطابع القومي لأي عمل فني أو إعلامي هو أمر مهم جداً، على ألا يتم على حساب الجودة، وعلى ألا يكون غاية في حد ذاته.