أحمد زكي كمان وكمان

TT

رغم انني اعتقد ان احمد زكي اهم موهبة ظهرت في مجال التمثيل في مصر، الا انني لم اهضم فكرة قيامه بدور المطرب الراحل عبد الحليم حافظ.

ليس من المعقول ولا المنطقي حسب وجهة نظري، ان يقوم ممثل واحد باداء ادوار الرئيسين الراحلين جمال عبد الناصر وانور السادات ثم المطرب الشهير عبد الحليم حافظ في ظرف خمس سنوات فقط.. صحيح ان احمد زكي موهبة استثنائية ولديه القدرة على ان يتقمص اية شخصية كانت، وان يصل بتقمصه للشخصية الى درجة التوحد، لكن هذا لا يعني ان الجمهور يمكن ان يتقبل احمد زكي بسهولة وهو يؤدي ادوار ثلاث من اشهر واكبر الشخصيات في مصر والعالم العربي، وفي ظرف خمس سنوات فقط.

ان عدد الممثلين المصريين المؤهلين اكبر من ان يحصى، ولا بد أن بين هؤلاء الممثلين من يمتلك مواصفات افضل من تلك التي يمتلكها احمد زكي بالنسبة لدور كهذا فعندما يتم اختيار ممثل ما لتجسيد شخصية معروفة وتعود الجمهور على مشاهدتها ولا يزال يشاهدها عبر العديد من الاشرطة السينمائية او عبر العديد من الاغنيات المصورة كما هو الحال مع النجم الراحل عبد الحليم حافظ.. في هذه الحالة تتراجع اهمية الكفاءة لحساب عوامل اخرى كالشبه في الملامح وفي التكوين البدني.. وهو الشيء الذي يفتقد اليه احمد زكي تماما، مما سينعكس في الغالب على مصداقية العمل، فالمتفرج يحتفظ بصورة واضحة وتفصيلية عن عبد الحليم في جميع مراحل شبابه ومن ثم كهولته.. وهذا يعني ان المتفرج لن يقتنع باحمد زكي لأن صورة عبد الحليم ستقفز الى ذهنه مع كل ظهور لاحمد زكي.. ومما سيزيد الطين بلة، تواضع الامكانات المتاحة في مجال الماكياج في مصر والعالم العربي عموما.

اختيار احمد زكي رغم كل هذه المعطيات، يعني ان المخرج يريد ان يحمل احمد زكي مسؤولية العمل بالكامل، معتمدا على عشقه للتحدي وقدراته الخارقة كممثل.