من أحداث الأسبوع

TT

* أوصت احدى السيدات الانجليزيات بنصف مليون باوند كوقف تدفع وارداته سنويا لمنصب جامعي مختص بدراسة علم التنجيم.

لا يعترف العلماء الآن بالتنجيم كعلم. وقد تم شطبه من ميادين الدراسات العلمية قبل ثلاثمائة سنة. لم تعلن السيدة عن اسمها او هويتها. وهذا سيكون أول ميدان نمتحن فيه مصداقية هذا العالم. على استاذ الموضوع ان يستعمل نجومه ويكتشف لنا من هي. ولكن المصادر البريطانية كشفت لنا منذ الاعلان عن هذه الوصية، ان %60 من البريطانيين يتابعون بصورة منتظمة حقل ابراج الفلك في المجلات والجرائد وان جوناثان كين الذي يكتب هذا الحقل يتقاضى أعلى راتب بين الصحافيين، ربما لا يضاهيه غير واضعي لغز الكلمات المتقاطعة، وان شبكة الانترنت للابراج تدر في بريطانيا فقط ثلاثين مليون باوند على اصحابها، يستشف ذلك ان علم «التنجيم» اصبح من اربح النشاطات الاقتصادية. ولم لا فالسيدة الموصية من سيدات الاعمال الناجحات. يا ترى هل حققت هذا النجاح من تتبعها للافلاك او انها تنوي مجرد استغلال الافلاك لتزيد من ارباحها؟

* يظهر ان التمسك بالخرافات اكثر شيوعا من التمسك بالعلوم كما رأينا من هذه السيدة، وكما نلمس كل يوم من جمهورنا العربي. ففي هونغ كونغ رفض محررو صحيفة الساوث تشاينا مورننغ بوست، العمل بعد الغروب في جريدتهم. قالوا ان هناك اشباحا تطوف البناية عند حلول الظلام وتخيفهم. شهدت احدى الكاتبات بأنها سمعت صوتا يناديها عندما كانت في المرحاض. اما قلة ذوق حقيقية من ذلك الشبح، ينادي على امرأة في دورة المياه! ام يا ترى كان صوت عاشق خجول لا يجرؤ على مناداتها خارج المرحاض؟

لا يحيرني شيء في اشباح الموتى. ما يحيرني هم الاحياء لماذا لا يرتاعون من رئيسهم او مديرهم عندما يكون حيا وقادرا على قطع رأسهم او رزقهم، ويرتاعون منه بعد ان يموت ويصبح شبحا؟

* ضجت الاوساط الفنية في لندن بعد قيام غالريه ساعجي بعرض صورة لصبي وصبية عاريين. احتج البعض على عرضها وطالبوا السلطات بالتدخل لرفعها لبذاءتها وخلاعتها. بيد ان آخرين ايدوا حق الفنان بعرضها ولم يجدوا فيها اي بذاءة. ولاثبات ذلك انبرى اربعة من الرجال والنساء بدخول المعرض والتفرج على المعروضات وهم في تمام العري كما خلقهم الله. وانبرت صحيفة الاوبزرفر لاثبات ان هؤلاء الاربعة لم يقوموا بأي شيء بذيء فنشرت صورة كبيرة لهم وعلى ما كانوا عليه من هيئة. وهذا ما يمكن ان نسميه بمباريات البذاءة من يستطيع ان يثبت انه اكثر بذاءة من الآخرين؟ بعد آونه قريبة، سيحتج البعض على صورنا ويتهمنا بالبذاءة لأننا نغطي اجسامنا بالملابس. سيعتبرون ذلك خلاعة وقلة ذوق. وما هي الا آونة اخرى حتى نرى ان شركات التأمين ترفض التأمين على حياتنا لان ملابسنا قابلة للاحتراق وتشترط للتأمين على سياراتنا ان نسوقها ونحن عراة على اعتبار ان السروال والدشداشة يعيقان السيطرة على الفرملة وبعد قرن من الزمن سيقتضي البروتوكول ان يقدم السفراء اوراق اعتمادهم بما يليق بالمناسبة من عري محترم.