أوروبا: من أزمة إلى أخرى

TT

أنهى زعماء دول الاتحاد الاوروبي اجتماعهم الاول هذا العام في العاصمة السويدية استوكهولم برسالة ثقة وامل تهدف الى تطمين اسواق المال المتقلبة.

وربما تهدف تلك الرسالة جزئيا الى مساعدة بعض حكومات الدول الاعضاء، بما في ذلك بريطانيا وفرنسا وايطاليا في الانتخابات العامة القادمة. ولكن مما لا شك فيه ان الاتحاد الاوروبي، الذي يمتلك اكبر تكتل اقتصادي في العالم، لا يزال يستمتع بنمو متواضع وإن كان مهما.

واذا كانت قمة استوكهولم مهمة على الجبهة الاقتصادية، فلم تكن كذلك عندما تعلق الامر بجوانب عريضة من السياسة الخارجية. فقد اراد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي دعي للمؤتمر كمراقب، تقديم صورة من الهدوء في ما يتعلق بالموقف في الشيشان. ويبدو ان زعماء الاتحاد الاوروبي، سقطوا فريسة لسحر بوتين، وتجاهلوا حقائق الازمة الروسية التي تمثل الحرب في الشيشان احد جوانبها.

وقد تم التذكير بهذه الازمة بعد ساعات عندما وقعت سلسلة من الانفجارات في جنوب روسيا ادت الى مقتل 13 شخصا وجرح عشرات. وقد اظهرت تلك الانفجارات، التي لها علاقة بالمتطرفين الشيشان، ان رفض روسيا بدء محادثات مع القيادات الشيشانية المعتدلة يصعد موقفا مأسويا.

وابدى قادة الاتحاد الاوروبي حماسا لتطوير علاقات تجارية مع روسيا. وهو الامر المفهوم. ان روسيا التي يصل عدد سكانها الى 150 مليون نسمة وتملك موارد طبيعية هائلة بما فيها النفط والغاز، هي سوق جذاب محتمل للبضائع والخدمات الغربية. المشكلة، هي عدم قدرتها على تطوير امكانياتها الا بعد إصلاح بنيتها السياسية والاقتصادية. وهذه المهمة لا يمكن تحقيقها طالما ان الحكومة الروسية تركز جهودها على حرب لا تستطيع الانتصار فيها في القوقاز. حرب تستنفد موارد هائلة يمكن ان تخصص لمشروعات البنية الاساسية.

وبالصدفة، فقد كان ظهور بوتين في قمة الاتحاد الاوروبي في الوقت الذي اعلنت واشنطن نظريتها الدفاعية الجديدة. وطبقا لهذه النظرية فإن روسيا لم تعد تعتبر عدوا محتملا من الناحية العسكرية. ربما يكون ذلك هو الواقع. ولكن تظل الحقيقة ان انهيار الاقتصاد الروسي وانتشار الصراع الشيشاني الى بعض مناطق القوقاز الاخرى لا يزال يمثل تهديدا للامن والاستقرار الاوروبي.