العرب على طريق العقل (3 ـ 3)

TT

النظام العراقي وحده يغرد خارج سرب اللغة العربية العقلانية، فعلى ابواب قمة الاردن عزفت وسائل الاعلام العراقية الشتائم ضد السعودية والكويت، في الوقت الذي يدعو فيه العرب كلهم الى مرحلة جديدة من التضامن العربي.

العراق ما زال يتحدث عن قضية فلسطين بعقلية الستينات عندما استبدل العرب العمل المنظم والتحرك السياسي، بالشعارات والأغاني والاهازيج، وتحريض الشعوب على الحكام بحجة تحرير فلسطين، والاكتفاء بلعن العالم كله من دون خطوة واحدة صغيرة تدعم المقاومة الفلسطينية.

في كل المناسبات يتهجم العراق على جيرانه، ويرفض الاعتراف باستقلال دولة الكويت، ويردد وزير خارجيته الكلام الخارج على كل لغة متحضرة ضد جيرانه، ويقوم تلفزيونه الرسمي بشتم القادة العرب «القابعين فوق كراسيهم المزورة»، ويهاجم القمة قبل ان تبدأ.

لغة التهديد والوعيد وافتعال المعارك الوهمية بين الدول العربية، هي اللغة الوحيدة المسموعة في بغداد. والاعلام العراقي يحاول تصوير النظام كضحية، واظهاره بمظهر المدافع عن العراقيين، والمطالب برفع الحصار. والمؤسف ان بعض العرب، تحت ضغوط السذج والعامة، او تحت ضغط الاغراءات المالية العراقية، يجامل النظام العراقي، بل ان بعضهم يدلل هذا النظام، ويحاول توجيه النصائح الى السعودية والكويت، بدلا من توجيه نصائحه الى مصدر القلق والتوتر في المنطقة! هناك احتمال نتمنى ألا يحدث، وهو ان ينجح النظام العراقي في تخريب قمة الاردن من خلال الاستمرار في التحريض والشتيمة، وهناك حقيقة يجب ألا تغيب عن اذهان العرب وهي ان روح العقلانية التي تتميز بها سياسة دول مجلس التعاون مع الجميع بما فيهم العراق ليست سياسة دائمة اذا استمر النظام العراقي في ايذاء جيرانه، ومن الضروري التأكيد ان السياسة الخليجية لا تنبع من ضعف، بل من احترام البقية الاشقاء، ويجب الا تقرأ بأي معنى آخر.