حول العلاقات الانسانية ومدى تأثيرها في صحة الانسان، استطاعت مجموعة من الباحثين بجامعة ميتشغان التوصل الى حقائق هامة، وهي ان الانسان لكي يعيش بصحة جيدة، وينعم بالسعادة، عليه اتباع ثلاث توصيات.. ممارسة الرياضة بشكل منتظم، والسير على نظام غذائي حاد واخيراً وهو الاهم السعي لعمل الخير بقدر الاستطاعة.
وقد توصل هؤلاء العلماء والباحثون الى هذه الحقيقة بعد تجارب عديدة على مجموعة من الاشخاص يصل عددهم الى 2700 شخص، وضعوا تحت الملاحظة لمدة 14 عاما. وقد لاحظ العلماء ان العلاقات الاجتماعية تؤثر الى حد كبير في نسبة الوفيات بينهم.
فوجود الفرد وسط الناس، ومدى اختلاطه بهم يؤثر في حياته ايجابيا، والرجل اكثر تأثرا بهذه العلاقات وهو عكس الشائع.
وقد اوضح البحث ان نسبة الوفيات اكثر بين الاشخاص المنعزلين عن الافراد المندمجين في المجتمعات الحريصة على العلاقات الانسانية والاجتماعية.
ويوضح البحث ايضا.. انه ليس معنى وجودك وسط الناس هو الذي يطيل عمرك، ويحسن صحتك، ولكن مساندة الغير، وتقديم المساعدة للآخرين.. يفجران داخلك شعوراً بالدفء والراحة، وبذلك يحمى الجسم من التعب والارهاق.
وقد فسر هذا علمياً بان مادة الاندورفين، وهي مهدئ طبيعي يفرزه المخ وتزيد نسبة افرازه كلما زادت مقدرتك على مساعدة الآخرين، لان الاعمال الخيرة تزيد من قوة المناعة في الجسم. ولان العقل مرتبط ارتباطا وثيقا بجهاز المناعة فانه يتأثر بالمشاعر السعيدة، ومن ثم تكثر الافرازات الكيماوية التي تعمل على زيادة كريات الدم البيضاء خط الدفاع الاول ضد الامراض التي تهاجم الجسم.
ويضيف الباحثون ان امراض القلب اكثر الامراض عرضة للتأثر بالعلاقات الانسانية، ولذلك فان الشخص العدواني اكثر تعرضاً للاصابة بهذه الامراض «امراض القلب» بسبب انسداد الشريان التاجي لاحساسه بمشاعر الكراهية.
واخيراً ينصحك العلماء بالحرص على العلاقات الاجتماعية والتجاوب مع الاخرين، والسعي دائما لمساعدتهم، وكما يقول المثل «اعمل الخير وارمه في البحر».