مؤشرات العنف!

TT

عندما اختار الناخب الاسرائيلي ارييل شارون رئيسا للوزراء فقد اختار الرجل الاعنف بين قادة اسرائيل واكثرهم دموية.. رجل «صابرا» و«شتيلا» الذي يفخر بأنه كان يخنق الاطفال الفلسطينيين بيديه! اختيار شارون اذن هو اختيار للعنف والقتال، وليس اختيارا للمصالحة والسلام، وهو رسالة مرسلة للعرب بأن اسرائيل ستصعد من عنفها الى حد القتال.. والرسالة وصلت والمهم هو ماذا سيفعل العرب، خاصة بعد انتهاء مؤتمر القمة العربية في عمان؟

ان العنف هو البنية التحتية للاسرائيليين جميعا، من طلبة المدارس الى السياسيين والعسكريين (طبعا) وحتى البقالين وباعة اللحم والخضار.. وقد كشف احصاء دولي نشرته «الشرق الأوسط» في 21 مارس (آذار) ان العنف في المدارس الاسرائيلية هو الاعلى نسبة في العالم، سواء العنف الجسدي، او الكلامي، وان طلاب المدارس الاسرائيلية يحتلون مكانة مرموقة في الفوضى وتخريب الممتلكات والسرقة.

وقد اجري البحث المذكور بمبادرة المنظمة العالمية لمقارنة التحصيل العلمي ويشمل 150 الف تلميذ من الصف الثامن (الثاني الاعدادي) من 5700 مدرسة في 58 دولة في العالم.

وقد تبادلت الولايات المتحدة وهولندا واستراليا وجنوب افريقيا المراكز الاولى بعد اسرائيل في حوادث العنف في المدارس والسرقة والفوضى والاعتداء على المدرسين.

والواقع ان هذا البحث يوضح حقيقة المجتمع الاسرائيلي الذي قام من البداية على العنف منذ اجتياح عناصر عصابات الهاجاناه وغيرها الاراضي الفلسطينية وطردوا سكانها وروعوهم بالقتل والذبح بكل الوسائل الممكنة.. فأسلوب الصهاينة هو الضرب بعنف وقسوة وبشاعة لإخافة من امامهم.. او هم يضربون من امامهم حتى يخاف من هو بعيد عنهم، تطبيقا للمثل «اضرب المربوط يخشى السايب» (السائب).

وقد كان الرئيس المصري انور السادات متفائلا عندما قال ان الصراع العربي ـ الاسرائيلي سوف تحله الاجيال القادمة.. فالاجيال القادمة في اسرائيل اكثر عنفا ودموية من الاجيال الراهنة.. والمستقبل مجلل بالدماء ما لم ننتبه الى هذه المؤشرات المخيفة وقبل ان تصبح الامة العربية امة من الهنود الحمر امام عدو لا يعرف سوى العنف والقتل، مدعوما للأسف الشديد من دول الغرب جميعا ولا تستثنى منهم واحدة.

.. همس الكلام:

«أفضل للزوج ان يصحو طول الليل من ان ينام مع عفريت»