مولد عبد الحليم!

TT

ما يكاد يهل مارس (اذار) من كل عام حتى يبدأ الاحتفال بمولد عبد الحليم حافظ.. وينتهي الشهر فينفض المولد وتهدأ الصحافة المصرية وتبدأ في البحث عن مولد جديد.

وفي مولد عبد الحليم حافظ يظهر مؤرخون جدد.. ومدعون جدد.. واسرار قديمة يتم تجديدها.. وتطل حكايات تعاد روايتها بوجوه جديدة.. مثلا علاقة عبد الحليم بعبد الناصر وعلاقته بأم كلثوم وعبد الوهاب وفريد الاطرش.. والاهم من هذا كله علاقته بسعاد حسني وهل تزوجها شرعاً ام عرفاً. ثم علاقة عبد الحليم ببطلات افلامه.. وهل وقع في غرام احداهن ام ظلت الزمالة هي العلاقة السائدة.. وقد مثل عبد الحليم امام فاتن حمامة وشادية وماجدة وسعاد حسني وميرفت امين ونادية لطفي ولبنى عبد العزيز ولم تثر اشاعة واحدة عن قصة حب ربطت بين عبد الحليم وواحدة من بطلات افلامه الا سعاد حسني رغم انه مثل معها ثلث فيلم فقط في «البنات والصيف» وكانت تقوم بدور اخته.. ولعل مصدر الاشاعة او الحقيقة التي ربطت بين عبد الحليم وسعاد هو مكتب احسان عبد القدوس.. فقد لاحظت سكرتيرته نرمين الفقي ان احسان كان يستقبل الاثنين معاً في بعض الاوقات.. وهذه ساعات الصفا بينهما.. ثم يستقبل احدهما ويقضي بعض الوقت ويخرج.. ثم يأتي الآخر وهذه ساعات الخصام.

استمرت هذه الحكاية فترة طويلة.. ولعل إحسان كان يحاول القيام بدور المأذون ويصل بالطرفين الى بر الزواج.. ولكن الخلاف اشتد بين عبد الحليم و«السندريلا» عندما ارسل لها سيناريو فيلم «ابي فوق الشجرة» فرفضت ان تمثل امامه.. وترك هذا الرفض في قلب عبد الحليم جرحا عميقا.

على كل حال من الافضل ان تظل حكاية زواج عبد الحليم وسعاد مثار جدل ونقاش ولا تنتهي الى وضوح حتى يبقى لدى الصحافة ما تكتبه عنهما.

وفي مولد عبد الحليم اختفى هذا العام الوجه الثابت في صورة عبد الحليم وهو صديقنا العزيز مجدي العمروسي.. فقد كان مجدي صاحب المولد كل عام الا هذا العام.. وهكذا يمكن ان يقال ان مولد هذا العام صاحبه غائب.. ولعل السبب يعود الى انشغال مجدي بالقضايا والمحاكم والورثة.

والظاهرة الثانية هي اختفاء ما كان يجب الحرص عليه وهو اعادة الكتابة بتعمق اكثر في صوت حليم من الناحية الفنية والعلمية.. وهل كان صوته ام ذكاؤه هو الذي قاده الى القمة ام هما معاً.

بالتأكيد، فان عبد الحليم حافظ هو القياس المعياري الذي تقاس به بقية الاصوات هذه الايام.. فهذا هو الراحل الباقي.. وكل مولد وانتم بخير.