رسائل عربية خاطئة

TT

لن يصل وزير الخارجية الاردني لأي تقدم بلقائه شارون، فهذه المحاولة الاردنية ـ المصرية المشتركة لن تصل الى شيء. والمستفيد الاكبر من مثل هذه اللقاءات هو الحكومة الاسرائيلية التي تستخدم مثل هذه الاتصالات لتوحي للعالم الخارجي بان جسور السلام مفتوحة بينما تمارس كل انواع القتل مع الفلسطينيين.

شارون اعلنها صريحة بانه لا حوار ولا لقاء الا بعد وقف الانتفاضة. وأقل ما يمكن ان يفعله العرب ـ كل العرب ـ هو ان يقولوا لشارون انه لا لقاء، ولا حوار إلا بوقف القتل والقصف بالمدفعية والدبابات لمناطق سكنية مأهولة.

السيد شارون يرسل ابنه للقاء عرفات وفي اللحظة نفسها يطلق النار على المدنيين، ويرسل وزير خارجيته السيد بيريس الى اوروبا ليلتقي مسؤولين في القيادة الفلسطينية، وهي كلها رسائل تستهدف العالم الخارجي، وتحاول الايحاء بان الاتصالات مستمرة، بل وان العملية السلمية مستمرة بينما تتم استباحة الابرياء والمدنيين.

ما الذي يخسره العرب لو ردوا على تحية شارون بمثلها، فهو يؤكد انه لن يتفاوض ولن يبحث اي موضوع قبل وقف الانتفاضة، رغم ان الانتفاضة تتم في الاراضي المحتلة، وهي عملية دفاع عن النفس، بينما هو يمارس القتل الجماعي بدم بارد، والعرب يتوددون له ويحاولون إجراء الاتصالات معه، في وقت يعلم فيه الجميع ان شارون يلعب لعبة الوقت، وان السلام هو آخر ما يفكر فيه.

وزير الخارجية الاردني لن يقول للاسرائيليين اكثر مما سمعوه من واشنطن وباريس وغيرهما من العواصم المؤثرة في السياسة الدولية، والسيد شارون لن يستسلم إلا عبر موقف سياسي عربي موحد رافض لأية مفاوضات معه قبل وقف الحصار والقتل للفلسطينيين. وشارون لا يفهم سوى لغة القوة، واذا كان لدى العرب سقف للتحرك، فلا يجوز ان يكون اقل من سقف الانتفاضة وعنادها وتضحياتها. اما نقل الرسائل واللقاءات التي تحسن صورة شارون وتظهره كشخص متعاون، ولديه قنوات اتصال مع الفلسطينيين والعرب فهي رسائل خاطئة، يستخدمها الاسرائيليون بشكل ذكي في الإعلام، ولكنها لا تحرك شعرة في موقفهم الرافض لكل جهود السلام.