وقلب الأب!

TT

لا تصدق ان احداً سيحبك كما احبتك أمك.. أو كما احبك أبوك.. فعاطفة الأمومة والأبوة التي زرعها الله سبحانه في قلوب الأمهات والآباء هي الرحمة الكبرى والحب بلا حدود والايثار بلا توقف.. والتضحية دون انتظار.. والعطاء بلا حساب.. ومهما قيل عن حب الآخرين لك فليس ثمة شبيه لحب الأم والأب.. وقد وصف شوقي هذا الحب والرحمة والايثار في همزيته المشهورة في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم.

فإذا رحمت فأنت أم او أب..

هذان في الدنيا هما الرحماء..

فهو يشبه الرحمة التي في قلب الرسول بالرحمة التي يحملها الأب والأم لأبنائهما.. وما اعظم الرحمة التي في قلب سيد الخلق للناس.

وقصص الحب والايثار والتضحية من الآباء والأمهات لأبنائهم لا تعد ولا تحصى.. وتأتينا الأخبار كل يوم بقصة منها.. أود هنا ان اقول ان قلب الأب ليس أقل رحمة وحباً ولا عطاء من قلب الأم.. وقد دأب الكتاب والشعراء على الاهتمام بعواطف الأم حيال الأبناء ونسوا قلب الأب.

وفي الأنباء التي اذيعت في الاسبوع الماضي من ماليزيا ان السلطات سمحت بمطاردة التماسيح وقتلها اذا زاد طولها على اربعة امتار ونصف المتر، وقد كان السبب تضحية أب بحياته من اجل انقاذ ابنه.. والحكاية ان هذا الأب اصطحب ابنه للسباحة في احد أنهار «سارواك» وبينما هما يلهوان ويلعبان ظهر تمساح ضخم واقترب منهما وقد فتح فكيه ليبتلع الأقرب اليه.. وأسرع الأب بدفع ابنه الذي كان الأقرب الى التمساح.. أسرع بدفعه ناحية الشاطئ.. فأطبق التمسح على ساقي الرجل وأخذ يسحبه الى القاع، ولكن الأب الشجاع ظل يقاوم دافعاً ابنه امامه حتى اوصله الى الشاطئ، ثم خارت قواه وأخذه التمساح الى الأعماق.

وقد ثار شعب «سارواك» بعد هذه الحادثة وبعد تكرار هجوم التماسيح والفتك بالناس.. وأمام الثورة العارمة اضطرت السلطات الى اصدار اوامرها الى قناصة الشرطة باصطياد التماسيح.

والمعروف ان هناك قوانين تمنع صيد الحيوانات البرية ضمن حملة دولية للحفاظ على الحيوانات من الانقراض وللحفاظ على التوازن البيئي.

مات الأب أشنع ميتة، وكان في امكانه ان يهرب ويترك ولده الصغير للتمساح.. ولكنه قلب الأب فلا تقولوا إنه قلب الأم فقط.