الشعراء في إخوانياتهم

TT

مباريات النرد والدومينة والشطرنج من الفعاليات الشائعة بين الادباء والشعراء في مقاهيهم ونواديهم ومجالسهم الخاصة. وكثيرا ما تفتقت عن بدائع من الادب والشعر. وهو ما جرى بين خليل مردم، رئيس المجمع العلمي العربي في سورية، والشاعر والاديب فخري البارودي. كان الاول قد ذهب لزيارة الثاني في مجلس ضم الكثير من اهل القلم والعلم. وفي مثل هذا المجلس المختلط آثرا الحكمة وعدم الخوض في شؤون بلادهما، وهو شيء لا يجلب لاصحابه في عالمنا العربي غير الهم والغم، فقررا ازجاء الوقت بلعبة نرد على ان يتحمل الخاسر مسؤولية الدعوة لمأدبة تقام في دمر على شرف الحاضرين. خسر الرهان خليل مردم فأقام الوليمة في داره. افتتح اللقاء بهذين البيتين اللذين القاهما ووجههما الى فخري البارودي: ضل رأيي يوم الوليمة يا فخـ...

ـري، وكانت اجابتي لك زلّة هذه الابرة التي قد بلعنا...

ها بـ«دوما»، ردت اليك مسلّة ما ان فرغ من البيتين حتى وقف البارودي فارتجل هذا الجواب للمضيف يحذره من عشرة الادباء: لا تصاحب مدى الزمان اديبا فاصطحاب الاديب يأتي بعلة ان دعوت الاديب فزت بهجو او دعاك الاديب اصمتك نبلة! في مجلس آخر، التقى الشاعر مصباح رمضان بالشيخ فضل القصار، العالم اللبناني المعروف. جرى بينهما جدال ازعج مصباح رمضان فهجا صاحبه بهذين البيتين اللئيمين: قالوا القصار له فضل في الناس، فقلت على غيري قالوا وعليك؟ فقلت لهم فضل القصار على (...) انطلق الشيخ الجليل فرد عليه بهذين البيتين:

ما كل مصباح له شرف عليه يجوز بالافراح تعليقا بعض المصابيح يزهو في محافلنا والبعض تلقاه بالمرحاض مشنوقا استمرت المبارزة بين الشاعرين فعاتب القصار صاحبه فاجابه وقال: انا لم اذكر شيئا من هذا. ثم كذب عليه على عادة الشعراء فقال: ما قلته هو:

قالوا القصار له فضل في الناس، فقلت على الناس قالوا وعليك؟ فقلت لهم فضل القصار على راسي!