الإدارة الحديثة في عصر المعرفة

TT

غيرت المعلومات طريقة انجاز الاعمال وادارتها. ونعيش في واقع المكتب الفعلي Virtual Office او ما يسمى احيانا بالمكتب النقال Mobile Office حيث ينجز الموظفون اعمالهم بعيدا عن مكاتبهم وكل ما يحتاجونه هما كومبيوتر صغير Lap Top وهاتف نقال.

وتتطلب هذه التغيرات العميقة من المديرين والعاملين التأقلم نفسيا واجتماعيا مع الوضع الجديد، هذا من ناحية. ومن ناحية اخرى فإن اعادة الترتيبات الادارية تنتج افرازات جديدة في المجالين المادي والاداري. وتوفر استخدام الفاكس والبيانات Memos والوثائق على شاشات الكومبيوترات (بدل كتابتها بالاوراق) كمثال واحد على التغيرات في الادارة الحديثة. كما ان الاستراتيجيات الموجودة على انظمة الكومبيوتر تكون مفتوحة للنقد من قبل الزبائن.

كما تطرح اسئلة كثيرة، عند التداخل اكثر في عصر المعلومات عن القواعد الجديدة للإدارة الحديثة.

واكثر من ذلك فإن المديرين اليوم من مهندسين وعلماء ليسوا من خريجي فرع الادارة، وهذا يعكس دور تقنية المعلومات في عالم المعلومات السريع مما يجعل التطور التكنولوجي من دورة حياة التصنيع اقصر من دورة المحاسبة. وكانت معلومات المحاسبة جيدة للتحري الاداري وملاءمتها لطرق العمل، اما الادارة الجديدة في ظل عصر المعلومات فلا تملك نظم السيطرة في التكهن لحركة المنافسين او احتياجات الاسواق الجديدة او التحولات المرئية والخفية. وهذه التغيرات الدراماتيكية بسبب الشبكات الموصلة او الارتباط الافقي للتسلسل القيادي والتي تعني ان حدود عمل الشركة تصبح اقل تعريفا ذات انعكاسات على حدود السيطرة الادارية. ويفرز الترتيب الاداري الجديد المنافسة الشديدة، ويؤدي الى توزيع المسؤولية على اكثر من شخص وليس المدير وحده كما كان الحال في السابق.

ثم ان الخبرة تعني السلطة Authority والتسلسل العمودي يعتمد على الافتراض بان الناس في الاغلب يمتلكون معرفة تتجاوز المعلومات الدنيا وان عقدين او ثلاثة من العمل تجعل الناس اكثر معرفة وحكمة. هذا اذا كان المستقبل عموما مثل الماضي. اما في عصر المعلومات فإن المستقبل ذو اشكال واتجاهات مختلفة تماما عن تلك الوتائر في الماضي.

ادى تزامن وصول الكومبيوتر مع تطوير البنى التحتية العالمية للهاتف الرقمي Digital Telephone الى ادراك ما يسمى بالتكامل الكومبيوتري ـ الهاتفي. وانعكاسات الجمع بين الاثنين اي التنظيمات الكومبيوترية مع الاتصالات الهاتفية في احداث ثورة في الاساليب الادارية. واستيعاب التكنولوجيا الجديدة وهضم المتغيرات الناتجة عنها والاستفادة التامة من كل ابعادها هي التي تجعل قسما من الشركات يكبر وينمو والاخر يموت. واوضح استخدام تقنية المعلومات قدرة التكنولوجيا العالية في التغلب على المنافسين من المديرين والعاملين. وادى تسخير التقنية الجديدة في المعلوماتية عبر الاجهزة المتوفرة الى اعادة النظر بطرق التفكير واساليب انجاز الاعمال. وهذا يعني تغيرات جوهرية لتنظيم الهياكل البنيوية في الشركات المنافسة. وتحاول ادارة الاعمال في عصر المعلوماتية النزول الى حيز الواقع العملي وجعل اساليب العمل ملائمة لكل مجموعة في الشركة ومعرفة طبيعة السوق الذي تعمل فيه. ويعتمد تغير ايديولوجية الادارة الموجودة للتناسب مع التكنولوجيا الجديدة على طبيعة العمل وعدد العاملين والودائع والمصادر المتوفرة لها.

وتشهد الشركات الكبيرة منها والصغيرة تغيرات جذرية او (راديكالية) لخلق التنظيمات الجديدة وتسخير افضل الطاقات المتوفرة للعاملين والتكنولوجيا في اسناد اساليب العمل الجديدة.

والمرونة في الهياكل الجديدة هي في تقديم الخدمات الكاملة للزبون وتلبية طلباته في اي لحظة، كما انها تساهم في معرفة طبيعة السوق وقابلية تقديم خدمات ذات نوعية عالية لاكبر قطاع من الزبائن. ولا يمكن بدون التقنية المعلوماتية اسناد الادارة والانظمة الجديدة في تقديم الخدمات الكبيرة التي تتطلب دائما عنصرين مهمين اولا القابلية في الحصول على المعلومات وتوفرها بسرعة خلال تركيبة التنظيم، وثانيا القابلية على استخدامها في اي مكان. والاعتبار الاخير مهم للغاية كما في المثال الواقع لاعمال الخطوط الجوية الحديثة.