الكاتب والكرة!

TT

ان تحترف الكتابة الصحفية معناه ان تتحول الموهبة الى عادة.. فالموهوب قد ينتج شيئا رائعا مرة.. ثم ينتج اشياء رديئة مرات.. لأن الموهبة تتوهج وتنطفئ. وتعطي وتبخل وتتجلى وتختفي.. والاحتراف لا يسمح بهذا الترف.

فالكاتب الصحافي تتحول عنده الموهبة الى مهارة مضمونة.. او عادة موهوبة.. اذا صح التعبير.. والموهوب الهاوي قد يكتب يوما، ويتوقف اياما، او يكتب اسبوعا ويتوقف شهرا.. اما الكاتب المحترف ـ مثل كتاب الاعمدة اليومية مثلا.. فلا يتمتع بهذا التدليل.. فالمكان محجوز والقارئ ينتظره ومواعيد الطباعة محددة.. وعليه ان يكتب في موعد لا يتخطاه.. وان يسلم مقاله في موعد مناسب.. الى آخره.

ان الكاتب المحترف مثل لاعب الكرة المحترف.. يتقاضى اجرا ليقدم شيئا يمتع الناس، ويضمن اقبالهم.. وهو يتمرن يوميا مثل اللاعب بالضبط.

فيقرأ.. ويستمع.. ويلاحظ.. ويدون.. ويختار.. ويعرف كيف يبدأ بأقل جهد من التفكير.. وكيف يسير بالفكرة كما يسير اللاعب بالكرة.. ويصل الى نهاية المقال وقد حقق الهدف الذي يكتب من اجله.. تماما ايضا مثل لاعب الكرة الذي يسير بالكرة ليحرز هدفا لفريقه..

والكاتب مثل اللاعب.. كلاهما يتحدد اجره حسب موهبته وقدرته ـ ليس دائما ـ .. فهناك كاتب يتقاضى عشرة آلاف او اقل.. وبالطبع فان لاعب الكرة اغلى من كاتب الصحيفة.. ولاعب مثل ريفالدو يساوي مائة كاتب كبير بلغة المال.

فعضلات الساقين اغلى من عضلات المخ في حساب الارباح والخسائر.. لان لاعب الكرة الممتاز يضمن لناديه اقبالا جماهيرا عريضا.. سواء في الملعب او على شاشة التلفزيون او الراديو.

ودخل مباراة واحدة دولية اكبر من دخل اي صحيفة في يوم واحد.

فاذا كنت يا عزيزي الاخ محمد مسعد الريدي تهوى الكتابة.. وتهوى الكرة في نفس الوقت..

وتطلب مشورتي، فاختر بين ريفالدو..

ومحيي الدين اللاذقاني.

* همس الكلام:

«الحب ليس هلوسة، ولكن فيه الكثير منها»