حالتان خاصتان جدا

TT

اذا كان هناك مطرب عربي يستحق لقب المطرب الفضاح، فهو في رأيي الراحل محمد عبد الوهاب.. فليست هناك وسيلة لفضح قدرات المطربين اكثر فاعلية من اغنيات عبد الوهاب التي يحرص الكثيرون على غنائها فيقعون في المحظور وينكشف المستور ويتحول الصوت الجميل ذو الاحساس المرهف الى صوت مصاب بداء العجز أو الاعاقة.

عبد الوهاب كان ملحناً عظيماً ومطرباً عظيماً، ورغم ان اداءه كان يتميز بالسلاسة والتدفق والنعومة والشياكة، الا ان الجمل التي كان يغنيها كانت ولا تزال تحتاج الى امكانيات هائلة لتأديتها بشكل سليم، وكانت ولا تزال تحتاج الى امكانات اكبر لتأديتها بذات السلاسة والعذوبة والبساطة التي كان يتميز بها عبد الوهاب.

وقد يبدو للمستمع ان اغنيات بسيطة او لا تتميز بالضخامة مثل «يا ناسية وعدي» و«ماكنش ع البال» وحتى «الميه تروي العطشان» لا تحتاج الى امكانات خارقة لتأديتها، لكن الجمهور سرعان ما يكتشف العكس عندما يحاول مطرب آخر ان يؤدي هذه الأغنيات، سواء كان واحداً من المشاهير أو واحداً من الشبان الموجودين الذين تقدمهم فرق الموسيقى العربية الشهيرة، كالفرقة القومية أو فرقة أم كلثوم أو فرقة الموسيقى العربية.. وقد شاهدت كثيراً من الموهوبين واصحاب الاصوات الجيدة، وهم يتعثرون اثناء أدائهم لأغنيات محمد عبد الوهاب تماماً، كما شاهدت الشيء ذاته وهو يحدث مع المطربين الذين حاولوا اعادة غناء بعض أعمال وديع الصافي.

عبد الوهاب ووديع الصافي حالتان خاصتان جداً، وأي محاولة لغناء اعمالهما ستنتهي بفضيحة كبيرة.