دعوا المهندس في المطار

TT

قصة المهندس ابراهيم غوشة، عضو حركة «حماس» والمتحدث باسمها، ليست غريبة لكنها تسبب حرجا لقطر والاردن معا، الاولى تورطت في ارساله وحجزت طائرتها بسببه، والثانية رفضت دخوله وعجزت عن اخراجه.

لا ننسى ان الصين احتجزت طائرة التجسس الاميركية التي هبطت اضطراريا في مطارها بعد حادثة احتكاك مع طائرة صينية مقاتلة. لا ننسى ايضا ان صبيا سبح الى الشواطئ الاميركية وتورط بين خالته في ميامي ووالده في هافانا وتورطت الحكومة الاميركية وحكومة كوبا حول هل يعطى اللجوء او يعاد الى بلاده؟! المهندس غوشة لم يجد حلا، وهو ضحية خلاف بين العاصمتين الاردنية والقطرية وسيظل جالسا في المطار حتى يعثر السياسيون على مخرج لهذه الازمة المحرجة.

ومن لديه حل ذكي فليتقدم واضعا في الاعتبار ان احدا لن يتوسط سوى اليمن الذي عرض استضافة غوشة لثلاثة ايام فقط ورفض العرض، ايضا لا يمكن الاحتكام الى محكمة محلية او دولية، وواضعا في الاعتبار ايضا ان المهندس المتنازع عليه ليس هو المشكلة بل جزء منها. فنحن نلمس الخلاف بين الاردن وقطر قبل حادئة اخراج غوشة من منفاه. الاردن قيل انه الغى زيارة لولي عهده كان ينوي فيها زيارة الدوحة. وقطر دخلت على خط الاقتراح الاردني المصري لحل الازمة الفلسطينية باقتراح منافس فدعت الى استضافة ياسر عرفات وارييل شارون في الدوحة. كما ارسل الاردن وفدا الى مؤتمر وزراء خارجية الدول الاسلامية في قطر على مستوى اقل من وزير.

فمن يستطيع ان يقدم فكرة لفك الاشتباك عليه ان يسارع الى طرحها لان هذا هو وقت الافكار الجديدة، حيث لا سماح للوساطات ولا للوسطاء ولا لاعادة المهندس لقطر ولا دخوله الى الاردن! وفي الوقت الراهن سيبقى غوشة في المطار دليلا على العبث السياسي حيث يمكن ان يمد لك حبل قد يكون حبل نجاة او قد يستخدم حبل مشنقة! الابواب المفتوحة قليلة فاما ان يرسل غوشة الى العراق، البلد الوحيد الذي يبحث عن زوار. وحتى العراق قد لا يقبل به على اعتبار ان حكومة بغداد تعادي كل من له علاقة بايران، وحماس علاقتها ممتازة بالايرانيين. هنا يمكن ارساله الى ايران وأشك ان ايران في الظرف الدولي الحالي ترغب في استقبال المرفوضين، وها هي قد اعلنت انها تقبض على المطلوبين حتى في قم! تونس؟ من المستحيل ان تستقبل اسلاميا مهما كان موقعه. السودان؟ ايضا مستحيل بعد وضع الترابي في الاقامة الجبرية! البحرين؟ الوقت غير مناسب فعلاقتها جيدة اليوم مع قطر. الكويت؟ لا تستقبل الفلسطينيين، والفلسطينيون يخشون زيارتها بعد حادثة وفاة الحسيني. لبنان؟ الامر الذي يتفق عليه اللبنانيون رغم كثرة اختلافاتهم هو ابعاد الفلسطينيين. اليمن؟ اقترح استضافة ثلاثة ايام وهي غير كافية. ليس هناك سوى سورية فهي الوحيدة التي يمكن ان تستقبل كل من يعارض السلطة الفلسطينية ويختلف مع الحكومة الاردنية ويعادي الاردنيين.. وربما ترفض ايضا.