هشام ومحمد علي حافظ!

TT

نلت بعض الجوائز على ما كتبت خلال العشرين سنة الماضية.. ولكن اكبر الجوائز واكثرها تأثيرا في نفسي جاءتني في ورقة صغيرة من الاستاذ هشام حافظ كتب فيها.. «عندما تقدم لابنتي خطيب سألته: هل تقرأ لعبد الله باجبير، فلما قال «نعم» وافقت عليه».

وما زلت احتفظ بهذه الورقة الصغيرة ضمن اعز تذكاراتي وجوائزي. فالجوائز ليست فقط دروعا وشهادات تقدير وشيكات.. هناك ما هو اهم.. كلمة من كاتب وناشر صادق الحس ينقل اليك تقديره بهذا الاسلوب الدافئ الرائع.

واذكر هذا في مجمل ردي على الصديقة صيفة الشمري من الرياض تسألني كيف تم اختياري لكتابة زاويتي في «الشرق الأوسط».

باختصار شديد اتصل بي صديقي واستاذي عبد الله الجفري عندما كان يشغل منصب نائب الناشرين هشام ومحمد علي حافظ، وقال لي انهما يبحثان عن كاتب للصفحة الاخيرة في «الشرق الأوسط» فهل يمكن ان ترسل لي بعض مقالاتك اليومية التي تنشر في «الجزيرة» لأعرضها عليهما.

ارسلت المقالات للصديق العزيز وبعد 24 ساعة قال لي الجفري: قرأ هشام نصف المقالات وقرأ محمد النصف الآخر وتحمسا لك.. على بركة الله.

هكذا بدأت.. ورغم اهمية البداية فان الاستمرار كان الأهم.. وقد تم ذلك بفضل الناشرين الكبيرين.. وتطورت علاقتي بهما حتى طلب مني هشام حافظ ان ألقاه في القطار المتجه الى لندن من مطار جاتويك.. وفي القطار عرض علي الناشر الكبير ان اتولى رئاسة تحرير «الرياضية» اول جريدة عربية رياضية يومية، واعتذرت لأسباب عائلية وتقبل الرجل الكريم اعتذاري.. وليتني ما اعتذرت.

ثم تمر الايام ويختارني الناشران الكبيران لرئاسة تحرير «سيدتي» وهكذا اصبح تقديرهما لي عبئا ضخما. فـ«سيدتي» هي انجح مجلة نسائية صدرت في العالم العربي وتوزيعها يفوق توزيع بعض الصحف اليومية بمراحل.. وقد قمت بواجبي بفضل رعايتهما الدائمة لي وتشجيعهما المتواصل لجهدي المتواضع!! ورغم اختلاف الرأي حينا وبروز المشاكل احيانا بسبب بعض الوشاة اعداء النجاح فان علاقتي بالناشرين الكبيرين ظلت علاقة التلميذ بأستاذه.. لقد تعلمت منهما الكثير واخذت منهما الكثير، فـ«الشرق الأوسط» وزميلاتها مدرسة صحافية عربية عالمية تخرج منها عدد من ألمع الكتاب والصحافيين في العالم العربي.

هذه السطور المتواضعة لا تفي بما اريد ان اقول عن الصديقين العزيزين اكتبها بعد ان غادرا منصبهما الاداري، فهي سطور حب وتقدير لا ابتغي بها الا ردا لبعض جمائلهما على شخصي المتواضع وبيان اهمية ما فعله هشام ومحمد علي حافظ في الصحافة السعودية والعربية عامة مما يدخلهما تاريخ عمالقة الصحافة في العالم كله.

ولا انسى ان اشكر الصديقة صيفة الشمري التي اتاحت لي فرصة كتابة هذه السطور التي تأخرت كثيرا.