العلماء في المطبخ!

TT

لا تدهش اذا دخلت مطعماً في لندن او باريس او طوكيو ووجدت طبقاً جديداً من الطعام لم تسمع به من قبل.. فقد اكتشف عدد من اصحاب المطاعم الشهيرة ان ألذ وأشهى واكثر الأطباق فائدة لا يعدها الطهاة التقليديون ولكن يعدها علماء الكيمياء والفيزياء.. فهؤلاء العلماء اقدر الناس على اعداد طبق شهي يحمل في مكوناته اهم العناصر الغذائية سهلة الهضم ومنتجة للطاقة والحيوية.

ويقولون الآن ان وراء كل طاه ناجح فيزيائي او كيميائي من حملة الدكتوراه.. فهؤلاء الدكاترة يقدمون نصائحهم للطهاة، وقد يدخلون معهم المطبخ ليشاركوهم في صناعة اطباق الطعام.

وقد انتشر هذا النوع من الطهي في لندن اولاً.. فقد استعان ريموند بلاك، وهو من اشهر اصحاب المطاعم في لندن بالعالم الدكتور نيكولاس كورتي في إعداد طبق صحي اطلق عليه اسمه، وكورتي ليس عالماً عادياً، فهو من العلماء الذين ساهموا في صناعة القنبلة الذرية.. وقد استفاد كورتي من دراسة الفيزياء في إعداد اطباق من «السوفليه» لاقت رواجاً منقطع النظير.

وجاء الدور على عالم فيزيائي آخر ابتكر «آيس كريم الكابوريا».. ونحن نأكل «الكابوريا» مشوية.. او مسلوقة أما ان نأكلها وهي غارقة في الكريم البارد فهذا شيء جديد.. ولكنه لاقى رواجاً واسعاً كفاتح للشهية قبل الطعام.

وقد حل هؤلاء العلماء مشاكل الوجبات التي لم يستطع كبار الطهاة حلها.. فمثلاً لم يكن ممكناً صنع الجيلي من الأناناس او التين لوجود أنزيم داخل هذه الفاكهة يمنع تماسكها وتحويلها بالتالي الى جيلي.. وجاء الحل على يد الدكتور بيتر بارهام استاذ الكيمياء في جامعة بريستول الذي استطاع بعد تجارب ان يوقف عمل الأنزيمات، وهكذا تمكن الطهاة من تحويل الأناناس والتين الى جيلي يوضع على رأس قوائم الطعام في كل مكان.

ولم يكتف الدكتور بارهام باكتشافه، ولكن تقدم خطوة اخرى نحو ابتكار نوعين من السوائل الساخنة اذا اضفنا بعضها الى البعض تحولا فوراً الى جيلي ساخن يمكن اضافة الآيس كريم اليه.. أي ان يجمع بين الساخن والبارد في وقت واحد.

ومن المؤكد ان العلماء اقدر على تقديم طبق اكثر فائدة واكثر صحة من الطهاة التقليديين.. فلا تندهش اذا قدموا لك طبقاً من ابتكار د. احمد زويل تأكله في ثانية فلا تعرف اذا كنت قد اكلت ام لا.